الروبوت "ليبيانو" هو أول روبوت خدمي متحرك يتم صناعته وإنتاجه في ليبيا وبأيادي ليبية، تم الإعلان رسميا عن إطلاقه في سنة 2021 خلال معرض دولي مختص بتكنولوجيا وتقنية المعلومات.

الروبوت "ليبيانو" المقدّم من شركة ليبيانا للهاتف المحمول والمصنوع محلياً في مختبر التصنيع الرقمي (فاب لاب) التابع لحاضنة الأعمال (join stream)، بدأ بحلم صغير ليرى النور ويكسر حاجز المستحيل.. "بوابة إفريقيا الإخبارية" وفي إطار دعمها للمبادرات والمشاريع الليبية ودعم الشباب الليبي أجرت هذا الحوار مع تميم الديب صاحب فكرة مشروع تصميم أول روبوت (إنسان آلي) خدمي في ليبيا، وإلى نص الحوار:

بداية من أين جاءت الفكرة؟

منذ نحو ثلاث سنوات، كنت أشارك في تدريب بفرنسا وتم توجيه سؤال للمتدربين حول أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية، وكانت إجابتي هي "أحلم بتصنيع أو روبوت في ليبيا"... ومن هنا بدأت العمل على تنفيذ هذا الحلم. 

أول خطوة في تحقيق الحلم كانت البحث عن تمويل، قمت بطرح الفكرة على عدد من المؤسسات والشركات إلى أن تم قبول الفكرة من قبل شركة ليبيانا للهاتف المحمول وأعلنت دعمها، فانتقلت إلى مرحلة تشكيل الفريق. 

هل الفريق ليبي بالكامل أم هناك جنسيات أخرى؟

الفريق ليبي بالكامل ولم يتم الاستعانة بأي عناصر أجنبية، ويتكون الفريق من ثمانية مهندسين (سبعة شباب ومهندسة شابة) وهم من مختلف التخصصات ما بين البرمجة، والهندسة الكهربائية، والميكانيكا، وهندسة الطيران، وغيرها.

واستمر العمل على المشروع بداية من الرسم على الورق حتى التنفيذ لمدة ثمانية أشهر، وكانت مرحلة صعبة شاقة.

ما المعوقات والصعوبات التي واجهتكم؟

أول المعوقات التي تعرضنا لها هي عدم اقتناع أو إيمان الآخرين بمشروعنا وفكرتنا، وهذا كان يصيبنا بنوع من الإحباط، استقبلنا جمل على غرار (نحن في ليبيا وليس في كوريا واليابان)، ولكننا حولنا هذا الإحباط إلى تحدي بيننا وبين أنفسنا وقرارنا أن نحطم هذه التابوهات. 

من ضمن المعوقات التي واجهتنا أيضا هي نقص أو انعدام الخبرة، وهنا أشير إلى الخبرة في مجال التصنيع الفعلي للروبوت، فالفريق لم يسبق له أن صمم روبوت من قبل، هذه كانت المرة الأولى، فبدأ جميع الفريق بتطوير مهارته الهندسية ذاتيا وتعلم كل ما هو جديد وكل ما من شأنه أن يساهم في تصنيع الروبوت. 

ولكن في الوقت ذاته كنا نحارب الزمن لإنجاز مهمتنا خاصة وأن الروبوت كان مقرر أن يشارك في معرض ليبيا للاتصالات الذي يقام كل عام، فكنا نواصل الليل بالنهار خلال الأشهر الأخيرة لنتمكن من تسليم الروبوت ليشارك بالمعرض.

ما هي قدرات الروبوت والمهام التي بإمكانه القيام بها؟

الروبوت مبرمج على السير، ومبرمج على التحدث باللغتين (العربية والانجليزية) وبالنسبة للغة العربية فهو يحمل طابع ليبي ويحكي باللهجة الليبية، وهو قادر على تنفيذ بعض المهام المتعلقة بشركة ليبيانا مثل توفير الانترنت شحن الرصيد.

هل شارك الروبوت "ليبيانو" في أي معارض دولية أو عالمية؟

حتى الآن لم يشارك.. ولكن لدينا طموح لهذا، الروبوت الآن في مرحلة تأهيل وتطوير وأدخلنا عليه تعديلات وتحسينات كبيرة حتى يتمكن من القيام بمهام أكبر.  

هل لديكم خطة لطرحه تجاريا؟ 

نحن الآن أصبح لدينا قدرة على تصميم الروبوت في مدة ما بين 3 إلى 4 أشهر، فالآن أصبحت لدينا خبرة، وسنقوم بتطوير الروبوت حتى نتمكن من طرحه تجاريا ومن بين المهام المقترحة أو التي في خطتنا هي تشغيله في مطار طرابلس الدولي ليكون واجهة لليبيا أمام الزوار يستقبلهم ويقدم لهم خدمات المتعلقة بالتعريف بالأماكن السياحية في ليبيا والتاريخية والمطاعم والمولات وغيرها، ومن الممكن مستقبليا أن يقدم خدماته في مؤسسات أخرى كالمستشفيات والشركات والمصانع. 

بعد نجاح تجربة "ليبيانو".. ما الرسالة التي تريد إيصالها للشباب في ليبيا؟

نجاح التجربة هي في حد ذاتها رسالة بأنه لا مستحيل، وأننا قادرين على تحقيق أحلامنا حتى وأن كان الطريق شاق وطويل.

حين شاركن بالروبوت في معرض الاتصالات العام الماضي، استقبلنا عدد كبير من الزوار الذين التقطوا صور مع الروبوت ودعمونا ورحبوا جدا بالفكرة، وكان هذا بمثابة تكريم لنا.

وأيضا في ديسمبر 2021، زارنا في حاضنة أعمال ستريم، مجموعة من الوفود العربية المشاركة في الملتقى العربي للشباب واستقبلنا خلال جولتهم تعليقات إيجابية رائعة داعمة لنا ولقدرات الشباب الليبي.