الثلاثاء الماضي الموافق 18 مارس .. ووسط زحمة الأخبار السياسية التي طغت على كافة الحياة الليبية بما فيها اليومية .. بهدوء مرت الذكرى السنوية الأولى لرحيل قامة فنية ليبية مهمة .. .. الفنان محمد شرف الدين .. عمي محمد .. الفنان المتعدد المواهب فهو الممثل المسرحي والدرامي والمؤلف والمعد والمخرج .. هو الإذاعي والرسام التشكيلي .. عمي محمد.. فنانُنا الكبير.. صورته ارتبطت في ذاكرتي بأي مهرجان مسرحي وطني كان أو جامعي أو ما كان يعرف بليالي طرابلس المسرحية وغيره من المناشط .. وهو يطل على الخشبة التي كانت عشقه الأبدي فطوع كل ركن من اركانها وامتلكها كملك متوج على عرشه ماسكاً بيده تلك العصا ليقرع بها ثلاث قرعات متتالية معلناً البدء الرسمي لإحتفالية المسرح .. اليوم"الفن وأهله" تفرد له هذه المساحة من الوفاء والفرح لذكرى رحيله الأولى كجسد عن دنيانا .. لكنه باقٍ بيننا بفنه وعطائه وما قدمه طوال مسيرته التي تجاوزت الستة عقود ونيف لم يبخل خلالها على جمهوره ولا على أن يكون نبعاً ينهل منه طلبة الفنون المسرحية .. وهب حياته بالكامل للفن .. فكان نعم الفنان والاستاذ .. عمي محمد .. شكراً لكل ما قدمته طوال مسيرتك..

*علاقته بمدرسة الفنون والصنائع ..

كانت علاقته بقسم الفخار في الفترة النهارية القسم الذي من خلاله تعرف على مزج الألوان عن طريق الأستاذ الفنان " المهدي الشريف " كما تعلم الرسم على الصحون والبلاط والكؤوس . أمضى في هذه المدرسة سنتين إلى أن أغلقت جراء القنابل التي استهدفتها في الحرب العالمية الثانية في ذلك الوقت انتقل مع أسرته إلى مدينة " جنزور " إلى أن وضعت الحرب أوزارها.

* مدرسة الظهرة العربية

.... في هذه الفترة والتي تليها بدأت علاقته بالسينما المصرية والتجسيد . فكان هو و" مصطفى زقيرة وعبداللطيف الشريف أخ محمود الشريف المغني " يقلدون ما يشاهدونه في دور العرض ، كما قام برسم الشخصيات السينمائية على الجدران . في ذلك الوقت شاهد شريط " ليلة ممطرة " ليوسف وهبي الذي عرض في قاعة عرض " الميرامار " إضافة إلى الأشرطة التي تعرض للجيش الثامن لمونتجمري في تلك القاعة وقاعة " الحمراء".

*أول عمل

سنة 1945 م أثناء دراسته الثانوية قدم أول دور له في مسرحية " الأمين والمأمون " من تأليف وإخراج محمد بن مسعود . في نهاية سنة 47 م كان صحبة مجموعة الأصدقاء الطلبة بمنزله الكائن ب" زاوية الدهماني " وكانوا يتقصون أخبار فلسطين من الراديو منها الشاعر " علي الرقيعي " والكاتب " كامل المقهور " و" محمد الزيات " ومحمد نقاء " و" محمود وإسماعيل الزمرلي " ، وعندها أبدى رغبته في الذهاب إلى الجهاد وتكفل هؤلاء الأصدقاء بتكاليف الرحلة كل حسب إمكاناته عندها استقل شاحنة بضائع دون علم أسرته . استغرقت الرحلة خمسة أيام إلى مدينة بنغازي التي كانت منتعشة اقتصادياً في ذلك الوقت وقام خلال هذه الرحلة بمهام مساعد سائق ، في بنغازي وتكفلت " جمعية عمر المختار " بإيصالهم إلى مصر حيث تم تدريبهم وكان يغتنم فترات الراحة بالذهاب إلى القاهرة ليتعرف على أعمال " نجيب الريحاني" المسرحية وأعمال" يوسف وهبي" من خلال فرقة رمسيس ، كما شاهد العديد من الأعمال السينمائية منها " رصاصة في القلب ، جوهرة ، العزيمة" .

*علاقته بالصحافة

تعاون مع صحف ومجلات ليبية منها شعلة الحرية _ الليبي _ مجلة الإذاعة " من خلال نشر رسوماته الساخرة . كما صمم الرسومات الداخلية لديوان " الحنين الضاميء " لعلي الرقيعي _ وصمم غلاف كتاب لــ" عبدالقادر أبوهروس "

* شرف الدين _ سطور مضيأة

محمد مصطفى شرف الدين من مواليد 1929م. ممثل..مصمم مناظر _ مخرج، وكاتب مسرحي. كانت بدايته مع المسرح عام 1949م. اثناء دراسته الثانوية "بمسرحية الأمين والمأمون" تأليف واخراج الأستاذ محمد بن مسعود.

كتب للمسرح: عاقبة مجرم عام(1950م) ، الحمير والبردعة عام(1974م) ، هي وهو والشيطان عام(1975م) . وكان مشاركآ في التأليف المسرحي مع الأستاذ مصطفى الأمير في المسرحيات: الجنازة كبيرة والميت فار عام(1954م) ، اللي أضنه موسى يطلع فرعون عام(1956م)، قبر مشيد ولا خيال امشوم عام(1960م) ، كل شي يتصلح عام(1962م) ، الحنضل والشمام عام(1971م) ، دوختونا عام(1973م). في سنة 1948م ترك المسرح وتطوع في حرب فلسطين، تدرب على السلاح في منطقة هاك استيب لمدة 3 أشهر وفي فترات الراحة كان يغتنم الفرصة لمشاهدة عملاق الكوميديا "نجيب الريحاني" وابهرته فرقة رمسيس وعروضها الرائعة بإدارة عميد المسرح العربي يوسف وهبي. وعايشا العصر الذهبي للسينما المصرية وأفلامها التي لا تنسى. بعد انتهاء فترة التدريب على السلاح نقل الى سوريا واستكمل تدريبه في معسكر(قطنا) بالقرب من دمشق ومنها الى طبرية حيث بقي في الجبهة هناك وشارك في العديد من المعارك. عاد الفنان محمد شرف الدين الى الوطن عام 1950م وشارك في العصيان المدني وسجن مدة 6 أشهر وعندما خرج من السجن كون فرقة الرابطة مع زميله محمد نجاح وقدمو مسرحية عاقبة مجرم.انظم لفرقة العهد الجديد عام 1951م ، وقدم مسرحية فتح ليبيا للأستاذ "علي اندار" وقد قام بتصميم ديكوراتها وملابسها.أنظم للفرقة الوطنية عام 1951م . وشارك الفنان المسرحي الجزائري الأستاذ محمد فضلاء وزوجته الفنانة نظيرة في مسرحيتي "بيومي أفندي_ الصحراء". في عام 1954م . حضر الى مدينة طرابلس الفنان يوسف وهبي وشارك معه الفنان محمد شرف الدين في مسرحيات : المائدة الخضراء _ رأس بوتين_ سفير جهنم_كرسي الإعتراف. وقام هو بتصميم ديكورات مسرحية ليلى بنت الريف. في سنة 1956م تعرضت الشقيقة مصر للأعتداء الثلاثي وكانت مسرحية اللي اضنه موسى جاهزة للعرض فأدخل عليها هو وزملائه بعض التعديلات حتى تناسب الحدث وقدموها وكان النجاح منقطع النظير. في سنة 1976م. نقل الفنان محمد شرف الدين من الهيئة العامة للمسرح الى الجامعة كموجه مسرحي لطلبة الجامعة ومن سنة 1976م. الى سنة 1992م. قام بعدة أعمال داخل الجامعة_ تصميم وتنفيد مسرح صيفي في ساحة الهندسة_ الأشراف على مسرح كلية العلوم _ تأليف وأخراج مجموعة مسرحيات لفرقة الجامعة _ تدريب الطلبة على فن الإلقاء _ تدريب الطلبة في الفرقة على التعامل مع الديكور على خشبة المسرح. وكانت لفرقة الجامعة رحلات لبعض الدول

*نقلا عن صحيفة فبراير