يحيي التونسيون, اليوم الجمعة, الذكرى 83 لعيد الشهداء (أحداث 9 أبريل 1938) التي شكلت منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني والإعداد لمحطات سياسية لاحقة أدت في إلى نيل الاستقلال الوطني, وذلك يوم 20 مارس 1956, ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 يوليو 1957.
وأحداث 9 أبريل 1938 هي أحداث حصلت في تونس في عهد الحماية الفرنسية وسط احتجاجات شعبية طالبت بإصلاحات سياسية, وعلى رأسها إحداث برلمان تونسي وتشكيل حكومة وطنية.
وتقول صفحات التاريخ إن اندلاع أحداث 9 أبريل 1938 في تونس انطلق وسط احتجاجات شعبية حاشدة على إثر اعتقال وسجن وإبعاد قادة ومناضلين من الحركة الوطنية, من بينهم الهادي نويرة ومحمود بورقيبة يوم 6 أبريل 1938 ويوسف الرويسي وسليمان بن سليمان وصالح بن يوسف يوم 4 أبريل ولاحقا اعتقال الحبيب بورقيبة.
ويوم 8 إبريل من نفس العام ألقى قائد هذه الأحداث علي البلهوان خطابا جماهيريا حاشدا بساحة الإقامة العامة بتونس العاصمة وتم رفع العلم التونسي رغم أنف فرنسا اعتقل إثرها البلهوان يوم 9 أفريل.
وفي نفس هذا اليوم, خرج الشعب التونسي بكل شرائحه وفئاته في مسيرتين حاشدتين انطلقت الأولى من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والثانية من رحبة الغنم بقيادة المنجي سليم للمطالبة بالحرية وبإحداث برلمان تونسي وإطلاق سراح المعتقلين من قادة الحركة الوطنية.
وأسفرت هذه الأحداث عن سقوط 22 شهيدا و 150 جريحا, فيما بلغ عدد الاعتقالات ما بين الألفين والثلاثة آلاف, بالإضافة إلى إحالة المعتقلين على المحاكم العسكرية وإعلان حالة الحصار.
وشهدت انتفاضة 9 أبريل 1938 مشاركة المرأة التونسية لأول مرة في الاحتجاجات, حيث سجل حضور حاشد للنساء التونسيات في المسيرتين الشعبيتين.
 وأشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد, اليوم الجمعة, بروضة الشهداء بالسيجومي, بالعاصمة، على موكب إحياء الذكرى الثالثة والثمانين لعيد الشهداء.
ووضع سعيد إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء, وتلا فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم, كما أدى إثر ذلك تحية العلم على أنغام النشيد الوطني, وتم إطلاق ثلاث طلقات مدفعية.
وحضر هذا الموكب كلا من رئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي ووزير الدفاع الوطني ابراهيم البرتاجي ومحافظ مدينة تونس الشاذلي بوعلاق ورئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش.

وتحيي تونس الذكرى ال 83 لأحداث 9 أبريل 1938 في ظل أزمة سياسية ودستورية خانقة, إلى جانب تجاذبات سياسية لا تنتهي بأروقة البرلمان بين أحزاب الإئتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة, وعلى رأسها التجاذبات الحاصلة بين حركة النهضة والحزب الدستوري الحر.

كما تشهد تونس خلافات وتجاذبات بين الرؤساء الثلاثة, ولاسيما بسبب التحوير الوزاري الذي أعلنه رئيس الحكومة هشام المشيشي وزكاه البرلمان منذ أشهر ويتمسك رئيس الجمهورية قيس سعيد برفضه, دون نسيان تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد خلال هذه الفترة.