تقوم وسائل الإعلام بدور مهم في ترقية الوعي العام بحقوق الأطفال، ويمثل تعاون منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وتوجههم نحو حماية حقوق وكرامة الأطفال أهمية قصوى للذين يبذلون الجهد من أجل الاعتراف بحقوق الطفل ومناصرة قضاياه..

- هل يقوم إعلامنا بوسائله المختلفة بالدور المطلوب منه من أجل أن نقول إن إعلامنا صديق للأطفال ومناصر لقضاياه بصورة راتبة وما هي المشكلات التي تقف حجر عثرة أمام الإعلاميين من أجل إعلام نصير وصديق للأطفال

في استطلاع واسع لعدد من الأطفال الذين أصبحوا يدركون تماماً لما يجدونه من اهتمام من قبل وسائل الإعلام المختلفة وما يرغبون فيه وما يفتقدونه.

- نجد نحن الأطفال أن الإعلام لا يطرح قضايانا بجدية ولا يناقشها باهتمام كالقضايا الأخرى.

وقال طفل آخر بالرغم من أننا نشكل نسبة كبيرة من المجتمع تتجاوز أربعين في المائة من السكان، ونحن شريحة حساسة ومهمة، بالرغم من ذلك فإننا نرى أن الإعلام لا يتذكر الأطفال إلا في المناسبات الخاصة بهم، وحتى في تلك المناسبات يطرح كلام المسؤولين والوزراء بعيداً عن الأطغال الذين هم أساس المناسبة.

ورأي ثالث يقول إن الإعلام يتناول قضايا الأطفال بشكل عرضي غير متخصص وغير عميق، بالرغم من أنها مشاكل كبيرة تؤثر عليهم في المستقبل القريب.

عدد من الناشطين والخبراء والمتابعين لما ينشر أو يذاع أو يتلفز أجمعوا على أن للإعلام دوراً كبيراً يجب أن يقوم به في ترقية الوعي العام بحقوق الطفل وكشف حالات الاستغلال التى يمكن أن يتعرض لها الأطفال.

وبما أن الطريقة التي تصور بها وسائل الإعلام الأطفال لها تأثير عميق في مناصرة حقوقهم وفي موقف المجتمع من هذه الحقوق وتؤثر أيضاً في الطريقة التي يتصرف بها الكبار تجاه الصغار، فقد تنادت عدد من الجهات المهتمة بهده القضايا وعلى رأسها معهد حقوق الطفل ومنظمة أطفال الحرب الهولندية والمجلس القومي لرعاية الطفولة ولاية الخرطوم والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات وعدد من الناشطين والمهمتمين من أجل تدارس الأمر، حيث انعقد بقاعة المجلس القومي للطفولة المؤتمر الأول للإعلام وقضايا الطفل تحت شعار نحو إعلام صديق للأطفال حيث حضره أكثر من مائة خبير وإعلامي من مختلف الأجهزة الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين وأساتدة كليات الإعلام ومراكز ثقافة الطفل، وقدمت خلال المؤتمر عدد من الأوراق العلمية المتخصصة، ودار نقاش مستفيص شرح الوضع الحالي ووضع النقاط على الحروف حول اداء الإعلام تجاه الأطفال ومايقدم للطفل من برامج اداعبة وتلفزيونية، وهل تؤدي الغرض المطلوب منها.. وماهي المشكلات التي تواجه الإعلاميين الذين تهمهم قضايا الأطفال والمطلوب من هذه الأجهزة والقائمين بأمرها من رؤساء تحرير ومدراء قنوات فضائية وإذاعات، وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات المهمة والعملية والتي تهدف الى جعل وسائل الإعلام أكثر استجابة حول تناول قضايا الأطفال ومناصرة حقوقهم.

- الخبير الإعلامي والحائز على جائزة الشجاعة في الصحافة الأستاد فيصل محمد صالح شرح واقع الإعلام تجاه قضايا الطفل.. أدار جلسة النقاش والتعقيب على الورقة الأستاذ نور الدين مدني رئيس تحرير صحيفة المشهد الآن.

٭ واقع تعامل الإعلام مع القضايا الاجتماعية-:

إن طريقة تعامل وسائل الإعلام المحلية- بشكل عام- مع القضايا الاجتماعية، وبالذات قضايا حقوق الطفل، في برامجها الجادة (الأخبار والبرامج الحوارية في الصحافة الإذاعة أو التلفزيون أو المقابلات والتحقيقات الصحفية أو من خلال البرامج الترفيهية- المسلسلات والمسرحيات- الأفلام.. لا يخرج عن ثلاثة طرق للتعامل هي

1- التعتيم والتجاهل

ونقصد بهذا الأسلوب أن تقوم وسائل الإعلام بالامتناع أو اللامبالاة وعدم الاهتمام بالتغطية الإخبارية أو المعلوماتية لكثير من القضايا الاجتماعية، ومنها حقوق الطفل، و عدم تسليطها الضوء على ما يحتاجه الأطفال في مجتمعاتنا من إثارة لموضوعاتهم و قضاياهم أو إعطائهم المساحة الزمنية.. إذاعة و تلفزيون.. أو المكانية(الصحف و المطبوعات) لكي يبرزوا قضاياهم، مع عدم إثارة المشكلات التي يعانون منها .

وأسلوب التعتيم والتجاهل -أو اللامبالاة وعدم الاهتمام- قد لا يكون واضحاً في أداء وسائل الإعلام المحلية لأن أغلبها تتبع أسلوب (إعلام المناسبات)

*آخر لحظة - تحقيق : حنان الطيب