في مثل هذا اليوم 17 مايو من العام 1949، سقوط مشروع "بيفن سفورزا" تمت الإطاحة بمشروع بيفن سفورزا لتقسيم ليبيا والوصايا عليها من قبل (بريطانيا وإيطاليا وفرنسا).

ومشروع بيفن سفورزا هو مشروع خطة وصاية جرت بين وزير خارجية إيطاليا كارلو سفورزا ووزير خارجية بريطانيا إرنست بفين، وفيه تم الاتفاق بين الدولتين على أن ليبيا تحصل على استقلالها بعد عشر سنوات، على أن توضع أقاليم ليبيا الثلاث خلال هذه الفترة تحت وصاية دولية، تتولى بريطانيا الوصاية على برقة، وتتولى إيطاليا بموجبها إدارة طرابلس، وتتولى فرنسا إدارة فزان. وقدم المشروع للأمم المتحدة للتصويت عليه أمام الجمعية العامة في 17 مايو 1949، وكان تمريره يتطلب موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين وعددهم 58 دولة. ونجح أحد أعضاء الوفد الليبى (د. علي نور الدين العنيزي) في كسب تأييد ممثل دولة هايتي (إميل سان لو) لدى الأمم المتحدة، وكان صوته هو المرجح الذي أدى إلى سقوط المشروع.

تكون المشروع من ستة مواد:

( 1 ) الوصايا البريطانية على برقة .

( 2 ) الوصايا الفرنسية على فزان .

( 3 ) الوصايا الايطالية على طرابلس الغرب.

وتكون البداية من سنة 1951.

( 4 ) تقسيم اريتريا بين اثيوبيا والسودان .

( 5 ) الوصايا الايطالية على الصومال الايطالي .

( 6 ) لا يمنع هذا - بالنسبة لليبيا - من اعتبارها كيانا واحدا وتحصل على استقلالها بعد عشر سنوات بشرط أن تقرر الجمعية العامة أن هذا مناسب.

قدمت (بريطانيا) هذا المشروع باسمها للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 13 مايو 1949، وطرح للتصويت في اللجنة الأولى، وذلك لأن (إيطاليا) لم تنضم بعد للجمعية العامة لللأمم المتحدة..

ولقى مشروع القرار ارتياحا من قبل (الحلفاء وبريطانيا ودول المجموعة اللاتينية الأمريكية)، بينما قوبل بمعارضة واستهجان من قبل (الوفود العربية والآسيوية والاتحاد السوفييتي)، وخلق زوبعة بمقر الأمم المتحدة بليك ساكسيس.

تواجد وفدان من (ليبيا) بالأمم المتحدة بليك ساكسيس أثناء عرض القضية الليبية وتقديم مشروع (بيفن - سفورزا) ، وهما  الوفد الطرابلسي ومثلته هيئة تحرير ليبيا وضم كل من السادة ( منصور بن قدارة - نورالدين العنيزي - فؤاد شكري) و الوفد البرقاوي ومثله المؤتمر الوطني البرقاوي وضم كل من السادة ( عمر فائق شنيب - خليل القلال - عبدالحميد العبار وحل السيد عبدالرازق شقلوف محل العبار).

قام الوفدان بإجراء اتصالات مع (الوفود العربية) وذلك لإحباط المشروع، وأعلنا في بيان مشترك أنه من الآن وصاعداً سوف تكون المطالب من أجل وحدة ليبيا واستقلالها التام.

كذلك التقى الوفدان بالسيد "ايميل سان لو" مندوب دولة (هايتي) بالأمم المتحدة، واقنعاه بأهمية القضية الليبية، وحق الشعب الليبي في الاستقلال.

يوم 17 مايو 1949 قُدم المشروع للتصويت النهائي وكان بحاجة إلى ثلثي الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددهم 58 دولة..

وكان صوت (هايتي) هو الصوت المرجح لإقرار المشروع إلا أن السيد "ايميل سان لو" مندوب دولة (هايتي) صوت ضد المشروع عكس رغبة دولته، وبذلك سقط مشروع (بيفن - سفورزا)، ولولا هذا الصوت المرجح لقسمت (ليبيا) وبقت تحت الوصايا الثلاثية حتى عام 1959، وحسب المادة السادسة من المشروع ان رأت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك.

تحولت المظاهرة الكبرى بمدينة طرابلس من مظاهرة ضد المشروع إلى مظاهرة احتفالية بسقوط المشروع، وكان قوامها 20 ألف شخص.

وانتشرت المظاهرات في كثير من المدن، ومنعت السلطات البريطانية الأجانب من الخروج للشارع .