تستضيف مدينة باليرمو الإيطالية، غدا الاثنين، مؤتمر دولي حول ليبيا، وذلك بمشاركة الأطراف الرئيسية فى الأزمة وبحضور عدد من الدول الفاعلة والمعنية فى الملف الليبى، وذلك لبحث التوصل لحل للأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد ووضع خارطة طريق للخروج من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد.
قبل سويعات من إنطلاق هذه المحطة الجديدة من مساعي المصالحة لا تزال وجهة هذا المؤتمر غامضة بين مسبشر بنتائج أفضل من سابقيه و آخرون لا يرون أنه سيأتي بحل للأزمة الليبية.
مفاجآت الساعات الأخيرة
أفاد مصدر ليبي مسؤول بالقيادة العامة للجيش الليبي، يوم السبت، أن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر لن يأتي لحضور مؤتمر باليرمو حول ليبيا، يومي 12 و13 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة سبوتنيك إن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة بالقاسم حفتر لن يكون حاضراً لمؤتمر باليرمو المقبل الذي سينعقد في مدينة باليرمو الإيطالية يومي 12 و13 نوفمبر من أجل أيجاد حل للأزمة السياسية والأمنية في ليبيا.
فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو ميلانيزي، في 25 أكتوبر/تشرين الأول بشكل رسمي أن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، أعرب عن نيته لحضور مؤتمر باليرمو حول ليبيا، يومي 12 و13 نوفمبر.
يشار أن الحكومة الإيطالية قد أرسلت دعوات للأطراف الليبية بوقت سابق، لحضور مؤتمر دولي في مدينة باليرمو، في 12 و13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لبحث حل للأزمة الليبية.
يرى مراقبون أن غياب حفتر و هو أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد الليبي سيضعف فعالية هذا المؤتمر و يخفض من قوة التوافقات التي ستفرز عنه.
تفاعل إيجابي
من جانب آخر، دعا فائز السراج رئيس حكومة الوفاق إلى ضرورة توحيد وجهات النظر حول الملف الليبي.
وخلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة «فرانس برس» الخميس في مقرّ حكومة الوفاق بطرابلس أكّد السرّاج على "ضرورة توحيد المواقف بين فرنسا وإيطاليا بحيث لا تكون هناك نقاط اختلاف".
وأضاف: "بالتأكيد فإن ايطاليا تسعى لتنظيم لقاء وذلك لاهتمامها بالملف الليبي لكنّ هذا يتطلّب حالة من التوافق بين كل الاطراف، سواء الإقليمية أو الأوروبية أو الدولية، بحيث تكون هناك نظرة موحّدة نحو الملف الليبي".
وشدّد السراج على "وجوب أن يفي الأطراف بالتزاماتهم، مذكّراً بأنّه سبق وأن تمّ ترتيب عدة لقاءات في السابق لكن للأسف عدم الالتزام بمخرجات هذه اللقاءات حال دون الاستفادة من القرارات التي اتّخذت»، مؤكداً على أنه «يجب أن يكون هناك حسم وحزم".
فيما أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله على استعداد مؤسسة النفط للعمل مع جميع الجهات في كامل ربوع البلاد بعد مؤتمر باليرمو لنشر ثقافة الشفافية والعدالة، بما يخدم مصلحة الشعب الليبي.
ودعا صنع الله في بيان له نشر أمس السبت، كل السياسيين وقوات الأمن والمجتمع الدولي إلى الالتزام ببذل المزيد من الجهود لمكافحة آفة تهريب الوقود في البلاد بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك الإصلاحات المتصلة بنظام الدعم.
توقعات بالفشل
توقّع عديد الأطراف أن مؤتمر باليرمو لن يحقق نجاحات إستعصت عن سابقيه و ذلك لعوامل متعددة.
صرح عضو مجلس النواب الليبي، صالح افحيمة، اليوم السبت، بأن البعثة الأممية تنتظر اتفاق مجلس النواب والدولة على أعادة هيكلة المجلس الرئاسي جديد، مشيراً إلى أن نتائج مؤتمر باليرمو المقبل لن تكون أكثر قيمة من نتائج اتفاق باريس إذ تعنت بعض الدول بفرض رأيها ومصالحها علي حساب عقلانية الحل.
وقال افحيمة: "إن نتائج باليرمو بحسب اعتقادي لن تكون اكثر قيمة من نتائج باريس خصوصا إذا ما استمر تعنت بعض الدول في فرض آراءها وتقديم مصالحها على حساب عقلانية الحل وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع في ليبيا”، موكداً بأنه “إذا أراد المجتمعون في باليرمو أن يسلكوا أقصر الطرق نحو الحل فاعتقد أنه ليس عليهم سوى دعم المسار الحالي الذي تبناه المجلسين".
واعتبر المجلس الأطلسي أن الواقع الجديد في ليبيا هو «العقبة الرئيسية» في طريق نجاح مؤتمر باليرمو المرتقب، الذي ستشارك فيه العديد من الوفود الليبية، موضحًا أن مشاركة تلك الوفود لا تأتي في ضوء الاعتراف بدور إيطاليا والتزامها ناحية ليبيا لكن بسبب الوعد بحصولها على تمويل من الأمم المتحدة.
وقال إنه "ليس سرًا أن الفاعلين السياسيين الليبيين مهتمون بالتمويل الذي وعدتهم الأمم المتحدة به ويتطلعون إلى عملية إحلال الاستقرار التي يمثل مؤتمر باليرمو جزءًا منها"، مشيرًا إلى أن المحللين في ليبيا يدركون أن الانفتاح الذي يتسم به النهج الإيطالي إزاء مختلف الفاعلين السياسيين هو نقطة ضعف لموقف إيطاليا، إذ ينظر إلى ذلك الانفتاح باعتباره خطوة يائسة بدلًا من قدرة على إرضاء كلا الجانبين.