«اليأس يقتل الروح.. والأمل يصنع المعجزات»، حكمة تعلمتها مارغريت بوفوار، الشابة الفرنسية، التي فوجئت ذات يوم بالطبيب يخبرها بأنها مصابة بسرطان في المعدة، كانت في الخامسة والثلاثين من عمرها، ظنت في البداية أن الحياة انتهت، وأنها باتت على أعتاب الموت، لكنها أثناء حجزها لإتمام الفحوصات الطبية في مستشفى «بيتي سالبترير» الجامعي في باريس، همس إليها طبيب شاب بعبارات كانت مفتاح الدواء، وأول الطريق لخوض حرب طويلة ضد مرض السرطان المرعب، انتهت بحياة جديدة، تعيشها مارغريت اليوم في صحة جيدة، بعد أن تزوجت بطبيبها الشاب، وأنجبت طفلة جميلة أسمتها «لافي»- حياة.
بدأت مارغريت سرد قصتها قائلة، عام نهاية عام 2015 شعرت بآلام في المعدة، وغثيان دائم ونزيف، فتوجهت إلى الطبيب الخاص للكشف ومعرفة أسباب هذه الحالة، فطلب مني إجراء تحاليل وما شابه، وعندما عدت له بها كانت المفاجأة، قال لي بصراحة «سرطان المعدة»، ونصحني بالتوجه للمستشفى الجامعي «بيتي سالبترير» في باريس، وبالفعل ذهبت هناك، وكانت أسرتي في حالة نفسية صعبة، أما أنا فقد بدأت رحلة الاستعداد للموت.
تتذكر بابتسامة أمل، وتكمل: أثناء الكشف داخل قسم الأورام الخطرة في المستشفى الجامعي، همس لي الطبيب الشاب المعالج، جان ماري فرنسوا، قائلاً «الحالة ليست بسيطة، والأورام في مرحلة متوسطة، لكن الأمل والتمسك بالحياة أهم من الأدوية والعلاجات الكيماوية»، ثم ابتسم ابتسامة لا أنساها أبداً وأضاف «سوف تتعافين إذا كنتِ قوية، وسوف تتزوجين، وربما تتزوجيني أنا»، وتركنا في غرفة الفحص وخرج لمدة نصف ساعة، وعاد بأوراق طلب أن ننجزها إلى جانب إجراءات أخرى للحجز في المشفى.
بعد ثلاثة أيام عدت إلى المشفى وتم حجزي وبدأت رحلة العلاج، لا أنكر خوفي بل رعبي في بداية الأمر، خاصة مع بداية التغيرات التي طرأت على جسمي، وصعوبة الدواء وحالة الإعياء الشديد الذي خلفته الأدوية في بدني ونفسي، لكن مع الوقت استعدت الثقة بنفسي، قررت المقاومة والانتصار، كنت أحرص على جلسات العلاج وتناول الدواء في وقته، قررت أن أعيش، وساعدني الطبيب، جان ماري فرنسوا، كان يحفزني ويشجعني، إلى أن جاء يوم إجراء الجراحة، دخل ليبلغني بالأمر وكان يظن أني سأهتز، لكني كنت قوية وقابلت الخبر بابتسامة وقلت له: أنا مستعدة.
وتضيف، أجريت الجراحة ونجحت واستكملت فترة العلاج ما بعد الجرحة. كنت قد تعلمت الصبر والتحدي وأشياء كثيرة من خلال هذه المحنة، لم أكن أبداً أتخيل أن أتعلمها أو أمر بها، كان شيئاً- رغم قسوته وآلامه- رائعاً، خاصة عندما أخبرني الطبيب أني شفيت بشكل «شبه تام»، شعرت أني ولدت من جديد، كدت لا أصدق، حمسني هذا لاستكمال العلاج والتمسك بالحياة أكثر، بل قررت أن أكمل الدراسات العليا رغم أنها لم تكن في حسباني قبل المرض، وبالفعل سجلت في جامعة باريس1، في كلية القانون، وذات يوم فوجئت بالطبيب، جان ماري فرنسوا، يزورنا في منزلنا ويطلب الزواج مني، وتزوجنا بعد شهور وأنجبت ابنتي بعد عام بالتمام، أسميتها «لافي»- حياة، لأنها ثمرة تجربة الولادة الجديدة، بعد أن كنت على أعتاب الموت، بفضل الأمل والتحدي.