أن تتنكّر ليوم أو يومين وحتى أشهر، فهذا ممكن، أما أن تتنكّر وتغيّر جنسك على مدى 12 عاماً، فهذا أمر صعب، لكن ذلك حدث مع فتاة أفغانية تدعى «نادية»، حيث تنكّرت في زيّ أخيها «زلماي»، وحملت اسمه وعاشت 12 عاماً في صفوف طالبان كما لو أنها فتى، وبسبب حاجتها للمال بعد فقدان أسرتها للمعيل، انخرطت خلال هذه الأعوام في العمل داخل التنظيم في شؤون الزراعة والطبخ والحراسة والقتال، بل وتطور الأمر لأن أصبحت تؤم المصلين. وعندما بدأت معالم جسمها كأنثى تتغيّر، خافت من افتضاح أمرها، لتفرّ بعدها براً إلى باكستان ثم أوروبا، إلى أن استقر الحال بها في مدينة برشلونة بإسبانيا، حيث التحقت بالجامعة هناك، لتعود بعد سنوات طوال لصورتها كأنثى، وتصبح حديث الناس.
«نادية» قتل والدها وشقيقاها بقذيفة سوفييتية سنة 1992، وكانت في الثامنة من عمرها. لم يعد ثمّة معيل لأمها وشقيقاتها، فلجأت للحيلة.
وتقول نادية التي باتت حديث الناس في أوروبا وخاصة فرنسا، «كنت في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية، وشعرت بأن الحياة انتهت، فقد قتل والدي وشقيقاي، ولم يبقَ لدينا من يعيلنا، ولا نملك من الدنيا شيئاً، لم أجد أمامي خيارات متاحة إلا طريقاً واحداً وهو العمل مع طالبان".
وعندما كبرت نادية، بات من المتعذّر إخفاء ملامح الأنوثة. وقبل أن ينكشف أمرها فرّت براً من بلادها واستقر الحال بها في مدينة برشلونة بإسبانيا، حيث التحقت بالدراسة في الصفوف الأساسية، لتعود بعد سنوات طوال لصورتها كأنثى، وتصبح حديث أوروبا كلّها.