بدأت حكومة الوفاق خلال اليوميين الماضيين، في توجيه بعثاتها الدبلوماسية لإصدار بيانات تنديد بعملية الجيش لليبي في تحرير العاصمة والمنطقة الغربية من سلطة الميليشيات، التي ترزح تحتها منذ العام 2011. لكن القنصل الليبي في المغرب محمد ساسي عيسى التائب، سارع منذ 17 أبريل لإصدار بيان باسم القنصلية لإدانة العملية العسكرية.
ولم يكن غريباً صدور البيان عن القنصل التائب، العضو في الجماعة الليبية المقاتلة، المصنفة وفقاً للأمم المتحدة في لائحة المنظمات الإرهابية الدولية، ولن يكون من مصلحته قيام الجيش بعملية عسكرية ضد المجموعات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة، فالتائب كان مطلوباً للسلطات الليبية منذ العام 1997، بتهمة الانتماء للجماعة المقاتلة، وبوصفه عضو بالتنظيم الإرهابي ومسؤول على خلايا مسلحة في الجبل الغربي.
ولد التائب في العام 1969 في مدينة جادو بالجبل الغربي، وتخرج في كلية العلوم بجامعة الفاتح في قسم الجيولوجيا. هرب خارج ليبيا في العام 1998، وتنقل في الكثير من الدول حتى استقر في بلجيكا، وحصل على اللجوء السياسي ثم الجنسية البلجيكية، حتى عاد إلى البلاد خلال أحداث فبراير 2011.
وخلال الأحداث أسس، مع رفيقه السابق في الجماعة المقاتلة عادل جبعور، تنظيماً مسلحاً تحت اسم "كتيبة شهداء". ثم شكل كتيبة أخرى تحت مسمى "الاسناد الرابعة" ومن ثم تم منحه رتبة عسكرية (نقيب) بدون تلقي أي دورة في فترة حكومة علي زيدان. لاحقاً تحالف مع رفيقه، صلاح عمران محمد البركي، عضو الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، وشكلا مليشيا بعد مقتل صلاح البركي اصبحت تعرف "كتيبة صلاح البركي" والتي سيطرت خلال فترة 2012 – 2017، على أجزاء من منطقة الهضبة وطريق المطار وأبو سليم.
وبموازاة العمل العسكري الميليشيوي، شغل محمد ساسي عيسى التائب منصب مدير ادارة العلاقات العامة في وزارة الشهداء والمفقودين فترة تكليف، الوزير علي قدور، بمهام وزارة الشهداء والمفقودين ومن ثم تم تكليفه وكيل وزارة من قبل علي زيدان لفترة وكان له دور بارز في تعويض سجناء أبو سليم من المتطرفين، من رفاقه السابقين في الجماعة الليبية المقاتلة.
وخلال فترة سيطرة حكومة الانقاذ على مدينة طرابلس تم تكليفه نائباً لجهاز المخابرات العامة ومن ثم رئيسا لجهاز المباحث العامة، كما كان أحد قيادات عملية قسورة أو فجر ليبيا، التي أطلقتها المليشيات الإسلامية المتطرفة في العام 2014 وسيطرت ها على العاصمة ودمرت مطار طرابلس الدولي. ثم تم تكليفه بمنصب قنصل عام لليبيا في المغرب في العام 2017.