"قهوة بعرة" أو "مقهى الكومبارس" أسماء متداولة لـ "نادي الكورسال" الموجود فى شارع سليمان الحلبي بمنطقة وسط البلد، فقط خطوات قليلة تفصل المقهى عن سينما كوزموس بشارع عماد الدين، ومثله مثل الشارع العريق الذي كان يوما مشهور بمسارحه التى تحمل اسماء كبار النجوم فى مطلع القرن الماضى مثل نجيب الريحانى وعلى الكسار، يعتبر المقهى أيضا واحد من المحطات المهمة في الحركة الفنية منذ اكثر من 80 عاما.

أهمية المقهى تنبع من انه مركز تواجد دائم للكومبارس، يتوافدون عليه انتظارا للتكليف بعمل، حيث يأتي الريجيسير ليختار بعضهم، يشارك المختارون فى عمل فني سواء فى السينما أو التليفزيون بمشهد او اثنين يساعدون اصحابهم على التغلب على ظروف المعيشة وسوء احوال المهنة التي اختاروها والتي تحتل - على الرغم من أهميتها فى أى عمل-  ادنى درجات الشهرة.

المقهى جلس عليه اشهر فنانين مصر فى مرحلة مبكرة من شهرتهم رشدى اباظة وفريد شوقى وعادل امام ومحمد هنيدى ومحمد سعد، وعلى الرغم من وجود مشاهير حققوا نجاحات وتصدروا اعمالا فنية واصبحوا نجوم شباك، الا ان نسبتهم تعد صغيرة اذا ما قورنت بالعدد الاكبر من زبائن المقهى الشهير الذين يحلمون بالشهرة وربما يموت بعضهم قبل ان يحقق مراده.

اسم "بعره"  السبب فيه الممثل الراحل رشدى اباظة، فاسم الشهرة الخاص بصاحب المقهى هو بعرور (صغير الجمل) لضخامة حجمه، وبسبب حب اباظة للمزاح مع محمد الزناتى صاحب المقهى ناداه يوما باسم بعره ليصبح اسم شهرته واسم المقهى الغير رسمى حتى الأن، المقهى الذى كان يوما تليفونه لا ينقطع رنينه، دائما ما يطلب الريجيسرات بعرة للتأكد من وجود كومبارس جاهزين للعمل، ومن مقهى يوما ضم بين حوائطه نجوما ومشاهير كان المقهى بالنسبة لهم مكان للإستجمام، إلى مقهى متواضع لا يكاد المارة يعرفون قصته وتاريخه، لكنه مازال مركز الكومبارس وبوابة حلمهم لنيل النجومية والشهرة.