القوارب المطاطية القابلة للنفخ التي تستخدم من قبل مهربي البشر في ليبيا يتم استيرادها من الصين ويجري شحنها إلى ليبيا عبر مالطا وتركيا، وفقا لوثيقة سرية للاتحاد الأوروبي سربها موقع ويكيليكس هذا الأسبوع.

تقرير بعنوان EUNAVFOR MED-عملية صوفيا، رصد حالة الأشهر الستة الأولى من الحملة التي تقودها المؤسسة العسكرية للاتحاد الأوروبي لوقف موجة اللاجئين القادمين إلى أوروبا من أفريقيا.

ووفقا للتقرير، تستخدم القوارب المطاطية في ثلثي حالات تهريب البشر فيما تستخدم القوارب الخشبية في الثلث المتبقي.

وجاء في التقرير: "التقارير عن استيراد القوارب المطاطية من الصين وشحنها في مالطا وتركيا، تدعمها عملية اعتراض السلطات الجمركية المالطية لـ 20 قاربا مطاطيا معبأة في حاويات مرسلة إلى مصراتة، في ليبيا. وبما أنه لا توجد أسباب قانونية لمنع مثل هذه الشحنات، فقد أطلق سراحها لتواصل الطريق إلى وجهتها ".

ووفقا لمصادر استخباراتية أوردها التقرير، فإن القوارب الخشبية المستخدمة في تهريب المهاجرين يتم اقتناؤها إما من الصيادين الليبيين أو استيرادها من تونس ومصر. وتقول EUNAVFOR MED إنها تراقب، في حدود قدراتها، طرق الإمداد لهذه القوارب.

وتستخدم القوارب الخشبية بشكل رئيسي لتهريب المهاجرين إلى الغرب من طرابلس، أما القوارب المطاطية فهي أكثر شيوعا في التهريب إلى الشرق من طرابلس. وتعد القوارب الخشبية أكثر قيمة من القوارب المطاطية لأنه يمكنها أن تحمل المزيد من الناس، وبالتالي تسمح بجني أرباح أكثر للمهربين، كما أنها أكثر مرونة عندما تسوء الأحوال الجوية.

تسخير وسائل الإعلام الاجتماعي

يتم تجنيد المهاجرين عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وعبر ما يشبه وكالات سفر تديرها شبكات التهريب خارج ليبيا، وفقا للتقرير. في مرحلة للاستعداد للتهريب، يتم تجميع المهاجرين في منازل آمنة تقع على بعد بضعة كيلومترات من الشاطئ، ويبقى هؤلاء هناك لفترة تتراوح بين أيام وأشهر.

 "عادة، على بعد يوم واحد من انطلاق عملية التهريب، يوزع المهاجرون في مجموعات داخل منطقة قريبة من الشاطئ. وغالبا ما يتطلب ذلك المرور عبر مناطق متنازع عليها، ما يضطر المهربين لاستخدام مرافقين والدفع  لنقاط التفتيش. وفي حوالي منتصف الليل، يُنقَل المهاجرون إلى الشاطئ لإركابهم على متن قوارب".

القيمة التجارية للتهريب تصل إلى 300 مليون يورو سنويا

وفقا للتقرير، فإن الغالبية العظمى لعمليات التهريب تغادر من منطقة طرابلس. و يبقى تهريب المهاجرين صناعة مربحة للغاية في ليبيا، ويقيم التقرير الإيرادات السنوية لعمليات التهريب بما بين 250 مليون € و 300 مليون €. وفي بعض الحالات قد يكون هذا أكثر بـ 50 في المائة من الإيرادات لبعض المدن.

وقد أظهرت التحليلات أن أعمال التهريب في ليبيا تعتمد على ثلاثة شروط رئيسية هي:

(1) تدفق المهاجرين الراغبين في استخدام البحر الأبيض المتوسط.

(2) القدرة على العمل رغم عوائق الميليشيات والجماعات المتنافسة أو السلطات

(3) القدرة على توفير وسائل النقل إلى أوروبا

 في منطقة غرب طرابلس، ولا سيما في محور تهريب زوارة، تراجعت أنشطة التهريب بشكل كبير منذ بداية سبتمبر. ويعزى ذلك إلى عدد من العوامل، بما في ذلك تصاعد التوتر بين ميليشيات محلية ، والقتال على طول المنطقة الساحلية بين طرابلس وزوارة، مع تبادل السيطرة على العديد من المواقع والطرق الرئيسية هناك. وقد أدى ذلك إلى تراجع حرية الحركة وقيام صعوبات في وجه أنشطة التهريب.

طريق البحر المتوسط الوسطى

وفقا للتقرير، وصل إلى إيطاليا ما بين يناير وديسمبر من العام الماضي، 154725 شخص عبر الطريق وسط البحر الأبيض المتوسط. الغالبية العظمى من هؤلاء -91 في المائة -غادرت من ليبيا، مستغلة عدم الاستقرار السياسي في البلاد وعدم القدرة على السيطرة على أراضيها وحدودها.

على الطريق وسط البحر الأبيض المتوسط، ما زالت الغالبية العظمى من أنشطة التهريب تحدث فيما يسمى بـ "مثلث لامبيدوزا". وماتزال سولاس (سلامة الأرواح في البحر) تركز عملها على أول 20 إلى 40 ميلا بحريا خارج المياه الإقليمية الليبية. يضاف إلى ذلك، تدفق المهاجرين القادمين من مصر والذي سجل زيادة كبيرة منذ يوليو تموز.

التقرير الذي كتبه الأميرال إنريكو كريدوندو من القوات البحرية الإيطالية للجنة الاتحاد الأوروبي العسكرية والسياسية واللجنة الأمنية، يخلص إلى أنه «في حين لا يزال هناك الكثير يتعين القيام به لعرقلة عمل المهربين، فإن EUNAVFOR MED حققت مع ذلك نتائج كبيرة في الأشهر الستة الأولى. في هذا الصدد، فإن الرسالة الأساسية للمجتمع الدولي هي أن الاتحاد الأوروبي قادر على شن عملية عسكرية في وقت قياسي، وإبداء تصميم قوي، كما هو موضح من قبل الدول الأعضاء 22 المشاركة في العملية".