بفعل الفوضى والاضطرابات التي عانتها ليبيا على مدى السنوات الماضية، تمكنت المليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية من وضع موطئ قدم لها في ليبيا، والتوغل في عديد المناطق.ورغم سقوط أبرز معاقلها فان هذه العناصر مازالت تحاول التشبث بآخر معاقلها في العاصمة الليبية طرابلس،ومع اطلاق الجيش الليبي عملياته العسكرية لتحرير المدينة دفعت تركيا بآلاف المرتزقة والارهابيين دعما للمليشيات لمنع سقوطها.
 ومع التدخل التركي المباشر وسط صمت دولي مريب،نجحت المليشيات والمرتزقة في احتلال عدد من مدن الغرب الليبي على غرار صبراتة وصرمان اللتين شهدتا مجازر وانتهاكات كبيرة.كما احتلت تركيا عبر مرتزقتها وارهابييها قاعدة عقبة بن نافع الاستراتيجية وهو ما جعل حكومة الوفاق تنتشي بما اعتبرته نصرا كبيرا وتعلن رفضها لوقف اطلاق النار والاستمرار في الحرب.


وتصاعدت تصريحات مسؤولي الوفاق وقيادات المليشيات حول قدرتهم على حسم المعارك وروجت وسائل الاعلام الاخوانية وصفحات الوفاق الموالية لأنقرة لما أسمته انتصارات كبيرة.لكن الجيش الليبي الذي أعلن عن وقف اطلاق النار بمناسبة عيد الفطر وتراجع قواته الى نقاط بعيدة،سرعان ما أعاد ترتيب صفوفه وتحرك في أغلب محاور العاصمة حيث شن ضربات قاسية وأوقع خسائر كبيرة في صفوف المليشيات والمرتزقة والارهابيين.
- عدنان سعدون الشقف: تحدثت تقارير اعلامية نقلا عن مصادر عسكرية عن مقتله، الخميس 28 مايو 2020، خلال المواجهات ضد القوات المسلحة العربية الليبية في محور عين زارة.ويعرف هذا القيادي المليشياوي باسم "سكريتير"،وهو من مواليد ديسبمر 1992، وسكان منطقة قصر بن غشير جنوبي طرابلس.
وشارك "سكرتير" في أحداث فبراير عام 2011، وكان حينها من ضمن ما يعرف بـ"كتيبة ثوار طرابلس"، وخلال عام 2012 سافر إلى سوريا عن طريق مطار امعيتيقة ومنه إلى تركيا، ليلتحق بما عرف بـ"لواء الأمة"، والذي تأسس بسوريا في أبريل 2012 تحت امرة المدعو المهدي الحاراتي، وبدعم من تنظيم الإخوان المسلمين.
وعاد من سوريا إلى ليبيا، وشارك في عملية "فجر ليبيا" الانقلابية عام 2014، والتي أصيب خلالها وتم نقله إلى تركيا لتلقي العلاج هناك، وفي أواخر عام 2015 التحق بمتطرفي مجلس "شورى ثوار بنغازي" وخاض مواجهات ضد القوات المسلحة الليبية في محاور بنغازي، إلى أن أصيب، وعاد إلى تركيا في عام 2016 عن طريق مصراتة.
- محمد مختار الضلعة: هو معاون آمر غرفة النهر ، وينتمي إلى مدينة مصراتة،قتل في محور وادي الربيع، خلال الاشتباكات مع القوات المسلحة،الخميس.وقد نعاه عبدالمالك المدني الناطق باسم المكتب الإعلامي لما يسمى بـ"عملية بركان الغضب"،وقال المدني، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" إن محاور طرابلس تعرف محمد مختار الضلعة، ووادي الربيع تشهد له، فإنه لم يكل ولم يمل في دعم المحاور، في صلاح الدين تجده، في المشروع أيضاً، الخلاطات والمطار لم يغب عنها"، على قوله.وزعم أن "الضلعة" قائد ميداني فذ، واصفا إياه بـ"أسد الاقتحامات".


- حكيم الزواوي: قيادي بارز في المليشيات المسلحة لقي حتفه في محور وادي الربيع في اشتباكات ضد القوات المسلحة.و قد نعاه ما يعرف بـ"لواء الصمود" بقيادة المعاقب دولياً صلاح بادي،عبر حسابه علة موقع "فيسبوك" قائلا "إن الشيخ حكيم استشهد"،وتابع:"ودعنا اليوم أسد من أسود ليبيا رجل الاقتحامات الصادق الثابت على المبدأ، الأسد امحارب، الهزبر المناضل، الشيخ المجاهد الفارس القائد الثائر الحكيم الشيخ حكيم" على حد زعمه.
- حسام دريدر: هو أحد القيادات الميدانية في المليشيات المسلحة وشقيق آمر مليشيا الضمان التي تتخد من تاجوراء مقرا لها،وأكدت تقارير اعلامية أن دريدر قُتل في اشتباكات مسلحة مع قوات الجيش الوطني،بمحور وادي الربيع فيما نعته العديد من الصفحات الموالية لحكومة الوفاق وجماعة "الاخوان" على مواقع التواصل الاجتماعي.
- محمود الهنقارى،والطيب البوش: من أبرز القيادات الميدانية في صفوف المليشيات وعضوى دار الإفتاء الموالين للمفتى المعزول الصادق الغريانى وقد قتلا في الإشتباكات مع الجيش الليبي في محور الكازيرماوقد نعاهما الغرياني عبر قناة "التناصح" التي يديرها ابنه من تركيا بتمويل قطري والتي يبث من خلالها فتاويه لدعم المتطرفين ونشر الفتنة في صفوف الليبيين بهدف استمرار الفوضى في البلاد.
- نور الدين النعاس: آمر مليشيا مايعرف بسرية الاقتحام الشهير "الجليلة"،قتل خلال الاشتباكات ضد القوات المسلحة في طرابلس في 23 مايو الجاري.ويعد النعاس من أكبر مهربي الوقود في المنطقة الغربية حيث يقوم بتنفيذ عمليات تهريب الوقود ويعد المسؤول عن جميع العمليات التي يرعاها أسامة الجويلي.
شارك النعاس في القتال ضد الجيش الليبي بمدينة غريان خلال الهجوم الذي شنته المليشيات بمساندة الطيران التركي المسير.كما أنه أحد المتهمين بارتكاب مجزرة مستشفى غريان أواخر يونيو/حزيران 2019 والذي قتل فيها  نحو 40 جريحا من عناصر الجيش الليبي.بالإضافة لهجومه على مناطق الساحل الغربي رفقة مليشيات الزاوية والمرتزقة السوريين الذي خلف عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين في مناطق صبراتة وصرمان.


والى جانب هذه القيادات قتل العشرات من العناصر المليشياوية خلال المعارك الأخيرة في محاور العاصمة الليبية طرابلس كما سقط عدد من القيادات البارزة في صفوف مرتزقة أردوغان وارهابييه القادمين من سوريا للمشاركة في قتال الجيش الوطني الليبي خدمة لأطماع أردوغان وحلفائه "الاخوان".ومن هذه القيادات:
- أبوالكنج جاسم: من مواليد ابريل 1973 من سكان محافظة حمص السوريه وهو قيادي ميداني بارز في لواء سلطان سليمان شاه الموالي لتركيا.وقد قتل،الأربعاء 27 مايو الجاري، أثناء اشتباكات الجيش الليبي مع الإرهابيين في محور كازيرما جنوبي طرابلس.بحسب ما أكدت تقارير اعلامية نقلا عن مصادر عسكرية مطلعة.
- محمد الرويضاني: المكنى أبو بكر الرويضاني أو البويضاني،وهو أحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا،وقد تناقل صحافيون وناشطون ليبيون على مواقع التواصل في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي فيديو يظهر لحظة القبض على الرجل الذي وصف بالصيد الثمين، لما قد يكشفه للجيش عن عمليات نقل المرتزقة لا سيما المتطرفين منهم.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الرويضاني، هو قائد ما يسمى "فيلق الشام"، وكان مقيما بمدينة حمص حي بابا عمرو. كما يتهم بعدة جرائم قتل وخطف لنساء واغتصابهن.وجاء القبض عليه بعد أن أكد الجيش سقوط أكثر من 100 قتيل و22 أسيراً من المرتزقة السوريين بمعسكر اليرموك على اثر كمين محكم نصبته القوات المسلحة.
- محمد هنداوي: قائد ما يُعرف بـ"الفيلق الثاني"، وهو أحد عناصر المرتزقة الموالين لتركيا في ليبيا.قتل  بعد عملية نوعية نفّذتها الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة في ساعات الفجر الأولى من الأحد 10 مايو الجاري، بمحور عين زارة في العاصمة طرابلس.وفق ما أكدته أعلنت شعبة الإعلام الحربي للقيادة العامة في القوات المسلحة الليبية.
والى جانب هذه القيادات الكبيرة سقطت العديد من العناصر في صفوف المرتزقة والمليشيات،وآخرها في محوري الكازيرما وكوبري المطار،الجمعة،حيث أعلنت الكتيبة 134 مشاة أن القوات المسلحة تمكنت من قتل العشرات من أفراد المليشيات والمرتزقة السوريين في كمين محكم بمحور الكازيرما.ونشرت الكتيبة على صفحتها بـ"فيسبوك" صورا لعدد من قتلى المليشيات والمرتزقة، مؤكدة أن هناك 17 أسيرا، و6 سيارات مسلحة، ومدرعة للمليشيات الموالية لتركيا، وأنه تم انتشال 5 جثامين لعناصر المليشيات في محور الكازيرما.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان،الجمعة، إن حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، ارتفع إلى 331 مقاتلًا، بينهم 20 طفلًا دون سن الـ 18، وقادة مجموعات للفصائل،وأضاف أن القتلى ينتمون لفصائل "لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، والحمزات، وسليمان شاه"، حيث قضوا خلال الاشتباكات في محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس، ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.


وفي ظل هذه الخسائر لجأ النظام التركي الى أسلوب جديد حيث أُميط اللثام عن إقدام أنقرة على إدخال طائرات مسيّرة انتحارية، بعد إسقاط الجيش الوطني العشرات من طائراتها في سماء ليبيا،وعرضت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، صوراً تظهر حطام الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في عين زارة جنوب طرابلس، بعد انطلاقها من قاعدة معيتيقة، لافتة إلى أنّ الجيش الوطني، سرعان ما أسقط عدداً من الطائرات المسيرة الجديدة، بعد إطلاقها لأول مرة.
وقال آمر عمليات المنطقة الغربية في الجيش الليبي، اللواء مبروك الغزوي، إنّ المرتزقة والإرهابيين يستعملون نفس طريقة ميليشيا الحوثي في الاعتماد على الطائرات الانتحارية، مشيراً إلى أنّه لا فرق بين مرتزقة تركيا ليبيا، وعناصر إيران في اليمن.وشدّد مراقبون، على أنّ لجوء تركيا للطائرات المسيّرة، يأتي بعد فشلها في فرض سيطرتها على أجواء غربي ليبيا، ونجاح الجيش الوطني في التصدي لمحاولاتهم السابقة، تنفيذ خططهم الساعية لإبعاد قوات الجيش الليبي من ضواحي طرابلس، ومحيط مصراتة، أو دخول مدينة ترهونة.