اعتبرت مسؤولة بالحزب الحاكم بجنوب السودان أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة الحالية التي تمر بها بلادها. وقالت آن ايتو نائب الامين العام لـ"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، الحزب الحاكم بجنوب السودان "أؤمن أن الحوار هو المخرج الوحيد للازمة الحالية التي تمر بها بلادنا".

وأضافت ايتو في مؤتمر صحفي عقدته بجوبا اليوم الأربعاء في الذكرى 31 لتأسيس حزبها (16 مايو/أيار 1983) والذي بدأ كتمرد مسلح ضد الخرطوم، قبل أن ينفصل جنوب السودان عن شماله، أن "الحرب التي خاضتها حركتها خلال عقدين من الزمان ضد الحكومات المتعاقبة في الخرطوم ، انتهت بتوقيع اتفاق للسلام الشامل في العام 2005 بين حركتها و الحكومة السودانية بقيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالخرطوم".

ومضت قائلة إنه "في يوم مثل هذا يجب علي شعب جنوب السودان تذكر قيمة الحرية التي حققناها من خلال نضالات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، لقد حققنا العديد من الانجازات ". ولم تنف ايتو القصور الذي شاب عمل الحكومة التي يقودها حزبها خلال السنوات الماضية ، وقالت :"واجهتنا العديد من التحديات منذ ان بدأنا الثورة ".

وأضافت  أن الأزمة الاخيرة التي شهدتها بلادها قد أحدثت دمارا كبيرا في الانفس والبنية التحتية ، بجانب ما أحدثته من جفوة اجتماعية. ومضت الي القول :"يجب ان نقر بان ذلك ليس جيدا ، ولاينبغي ان يحدث ، يجب علينا ان نقوم بتصحيح ماحدث في الخامس عشر من ديسمبر ".

 وقتل آلاف الأشخاص وشرد نحو مليون منذ اندلاع القتال في جنوب السودان بين الجيش والمتمردين في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي. ومنذ هذا التاريخ، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار نائب رئيس جنوب السودان ميارديت سلفاكير، والذي يتهم مشار بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار.

ورحبت ايتو بالاتفاق الاخير الموقع بين رئيس الحزب ورئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين ريك مشار، النائب السابق لسلفا كير، في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا الاسبوع الماضي .

وقالت إن "الحرب  لا تفيد ، لكن الحوار هو السبيل الوحيد ، فالحرية التي نتمتع بها حاليا حصلنا عليها عن طريق الحوار و التفاوض ، فالخلافات التي قادت الي تلك المواجهات لا يمكن حلها إلا من خلال آلية الحوار".

ووقع سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان وريك مشار زعيم المتمردين والنائب السابق لسلفاكير، مساء الجمعة الماضية، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور، كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا، ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا.

وكانت الحركة الشعبية قد تأسست كثورة مسلحة بعد تمرد الكتيبة "105" التابعة للجيش السوداني ورفضها لتوجيهات تتعلق بنقلها الي شمال السودان ، حيث اندلعت مواجهات في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي في 16-مايو-1983، قادت الي اعلان ميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة رئيسها الراحل جون قرنق و الرئيس الحالي لجنوب السودان الفريق اول سلفاكير ميارديت.

وفي العام 2005 وقعت الحركة الشعبية علي اتفاق سلام انهي الصراع المسلح الذي استمر زهاء العقدين من الزمان ، وانتهي باعلان استقلال جنوب السودان بعد استفتاء شعبي جري في العام 2011.

وخلال فترة الكفاح المسلح شهدت الحركة الشعبية انقساما شهيرا في العام 1991 قاده زعيم التمرد الحالي ريك مشار تينج ، و لام اكول اجاوين وزير الخارجية السوداني السابق الذي يقود حاليا حزبا معارضا منفصلا باسم "الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي".