نشر العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين الليبية، السنوسي بسيكري، مقالا، في موقع عربي 21 القطري، حول التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية والعاون الدولي نجلاء المنقوش حول المرتزقة الأتراك في ليبيا، متعاملا معها بنوع من الانتقاد القريب من الاستهزاء، ومحاولا تقديم الدروس في الدبلوماسية التي لا يُعرف عن الرجل أي خبرة أو فهم فيها.

واختار بسيكري، وهو من أشد المدافعين عن التواجد التركي في ليبيا، أن يتعامل مع تصريحات المنقوش بطريقة تتلاءم ومنطق جماعته ولكن ببعض التغليفات التي توحي لبعض القراء أن الرجل يتعامل مع المسألة بشكل موضوعي، حيث حاول ربط التصريحات بأحداث متجاوزة مثل حرب طرابلس التي اعتبر في تقريره أن الحسم فيها كان عبر الدور التركي، والاتفاقية التي أبرمتها مع حكومة الوفاق، وطبعا من بينها الاتفاقية الأمنية التي تسببت في استقدام المرتزقة السوريين، وما سببوه لليبيين في مراحل لاحقة.

وقال القيادي الإخواني، في الإطار ذاته إن "الجدل الذي أثير حول تصريحات وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش يصب في عمق إشكاليات المرحلة الانتقالية الجديدة التي ترسم ملامحها تداعيات العدوان على طرابلس؛ الذي نقل الأزمة الليبية إلى مرحلة متقدمة في التأزيم، وبالتالي فإن المدخل الصحيح لتقييم تصريحات الوزيرة ينبغي أن يأخذ في الحسبان حيثيات العدوان ونتائجه ويجعلها محددا رئيسا للحكم".

وأضاف بسيكري أن وزيرة الخارجية "ليست معنية بملفات كبرى وشديدة التعقيد كإدارة الصراع الاقليمي والدولي المعقد حول ليبيا، وأن الضامن في ترتيب الأوضاع دوليا هو الطرف الدولي الفاعل الذي نجح في دفع التسوية السياسية إلى الأمام ووفر ضمانات نجاحها"، مطالبا "الحكومة بنفسها عن تشابكات العلاقات الإقليمية والدولية حول ليبيا"، والقصد من كلامه أنها لا يجب أن تتحدّث عن التدخل التركي ووجود المرتزقة الأجانب.

وزعم السنوسي بسيكري أن المنقوش "تتعرض لضغوط تتعلق بتحديد الموقف من الاتفاقية الأمنية والعسكرية، والتي رتبت وجودا عسكريا تركياً على الأراضي الليبية، وتعاونا أمنيا وعسكريا مقلقا بالنسبة للأطراف الاقليمية العربية والأوروبية"، محاولا الربط بين التصريحات بزيارة وزيرة الخارجية إلى إيطاليا وكلمتها أمام البرلمان في روما.