أعرب الجنرال محمد موسى دافان نائب رئيس تحالف السيليكا بافريقيا الوسطى (تحالف سياسي وعسكري ذو أغلبية مسلمة)، اليوم الثلاثاء، عن تمسّك الغالبية العظمى للسيليكا ببنود اتّفاقية نجامينا للسلام التي وقعت في يناير/كانون الثاني الماضي، وقال إن "تقسيم البلاد يظلّ الخيار الأخير بالنسبة للسيليكا".

وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، قال "نائب رئيس" السيليكا إن "هذا الموقف تأكّد عقب الاجتماع الأخير لقادة السيليكا، والذي عقد في مكان مجهول (لم يوضح موعد عقده)".وفي العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، وقعت الأطراف المتصارعة في أفريقيا الوسطى على اتفاقية سلام في العاصمة التشادية نجامينا تم بموجبها تنحية الرئيس السابق "ميشيل دجوتوديا"، قبل انتخاب "كاترين سامبا بانزا" رئيسة مؤقّتة للبلاد.

وردا على سؤال حول ما ذهبت إليه تقارير صحفية نشرت بوسائل إعلام دولية حول وجود "انقسامات عميقة" داخل السيليكا، أفرزت ثلاثة مجموعات (مجموعة تؤيّد عملية نزع السلاح، وثانية ترفضها، وثالثة مستقلّة لا تأتمر بتعليمات القادة وهي مجموعة القناصة)، نفى الجنرال دافان وجود "انقسامات عميقة" في التحالف.إلا أنه لم ينكر وجود "أقلّية" تناصر مبدأ نزع السلاح، إضافة إلى توجّهات أخرى تدعم خيار تقسيم البلاد بين المسلمين والمسيحيين، كحلّ "عاجل" للأزمة في أفريقيا الوسطى.

وأوضح دافان أن "الغالبية العظمى في التحالف تعتبر أنّ الأولوية المطلقة في الوقت الراهن يجب أن تمنح لإعادة بناء مؤسّسات الدولة، بدءا بالقضاء وتقسيم السلطة بين المسلمين والمسيحيين وأنّ تقسيم البلاد يظلّ الملاذ الأخير بالنسبة للسيليكا".وردا على سؤال حول ما يتطلّبه الوضع في افريقيا الوسطى من ضرورة العمل على "استعادة السلام في البلاد، استشهد القيادي في السيليكا بمقولة مؤسس علم الاجتماع الحديث المفكر العربي ابن خلدون "العدل أساس العمران"، معتبرا أن " تحقيق العدل يمرّ وجوبا عبر توفير السلام".

واستنكر دافان ما أسماه "إفلات ميليشيات "أنتي بالاكا" (مسيحية) من العقاب، رغم الفظائع وأعمال القتل التي تورّطت فيها عناصرها واستهدفت المسلمين"، على حد قوله.وقال إنه "ما دام المسلمون مستهدفين من قبل أنتي بالاكا، وما دامت عناصر الميليشيا المسيحية تواصل نهب المساجد وأكل لحوم البشر، فنحن نرفض نزع سلاحنا".

واعتبر أن سبل الخروج من الأزمة تقتضي أولا الاعتراف بحقوق المسلمين كمواطنين لديهم نفس حقوق وواجبات بقية سكان البلاد، وتقسيم السلطة والاعتراف بالمسلمين كمواطنين جديرين بالاحترام، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية"، وهي البنود التي تضمنتها اتفاقية نجامينا في يناير/كانون الثاني الماضي.وقال الجنرال "دافان" إنه "لا غنى عن هذه الشروط في مسار انقاذ افريقيا الوسطى من العنف الذي يمزّق أوصالها".وعلى صعيد آخر، أشار الجنرال "دافان" بأنّ دولة تشاد المجاورة طردت مؤخرا بعض عناصر السيليكا، موضحا أنه لا يعلم الأسباب وراء هذه الخطوة، كما لم يصدر أي تفسير بهذا الصدد من طرف الحكومة التشادية.

وما يزال التوتّر يعمّ أرجاء افريقيا الوسطى، حيث لم تفلح موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بارسال بعثة جديدة تتألّف من 12 ألف جندي لحفظ السلام إلى بانغي، في سبتمبر/ أيلول القادم، في الحدّ من أعمال العنف المتواترة بالبلاد منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.وتعيش أفريقيا الوسطى منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي عنفا طائفيا متبادلا، استدعى تدخّل فرنسا عبر ما يعرف بعملية "سانغاريس"، كما قام الاتحاد الأفريقي بنشر بعثة دولية لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا" والتوصّل إلى تسوية للنزاع فيها، قبل أن يقرر مجلس الأمن مؤخرا، نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا" مكونة من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.