سرقة أدبية جديدة ولكنها من العيار الثقيل ، هكذا انطلق الحديث مؤخرا عن استيلاء كاتبة مغربية شابة على رواية الكاتب المصري الشاب ضياء الدين خليفة "حورس: أحجية التاريخ القديم" والصادرة خلال يناير الماضى عن دار المعارف للنشر، والفائزة بجائزة نجيب محفوظ لإبداع الشباب الممنوحة من وزارة الشباب والرياضة المصرية فى عام 2017، 

فقد إتهم خليفة الكاتبة المغربية فاطنة الغزالي سرقة روايته وإعادة نشرها تحت عنوان "الفرعون المتمرد: أسطورة الموت والحياة" لتصدر  ضمن منشورات دار أطلس للنشر والتوزيع  وتعرض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال49. 

وأثار اتهام الكاتبة المغربية فاطنة الغزالي بسرقة رواية الكاتب المصري، ضياء خليفة، ونشرها باسمها، جدلا واسعا في الوسط الثقافي العربية، حيث أعاد شبح السرقات الأدبية التي يتعرض لها الكتاب والأدباء إلى الواجهة.

وفي هذا السياق ، وجه الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد رسالة إلى اتحاد كتاب المغرب حول سرقة أحد الكاتبات المغاربة رواية لكاتب مصري ضياء الدين خليفة، ونشرها باسمها عن دار اطلس هذا العام. 

وجاءت  في رسالة عبد المجيد  التي دونها من موقعه كعضو لجنة تحكيم في مسابقة قدم خليفة روايته لها:«إلى كتاب المغرب واتحاد كتاب المغرب عن هذه الكارثة: في شهر ابريل عام 2017 كنت احد المحكمين في مجال الرواية في جائزة وزارة الشباب المصرية لطلاب الجامعة وكان معي حسين حمودة ونوال مصطفي. طبعا في شهر ابريل المشار اليه ظهرت الجوائز وهذا يعني اننا استلمنا الاعمال الروائية قبل الموعد بستة أشهر. أي تسلمنا الأعمال في عام 2016. الرواية التي فازت بالجائزة الأولى كانت للشاب ضياء الدين خليفة الطالب في كلية زراعة الاسكندرية. وطبعا نحن نرسل النتائج قبل الحفل الختامي للجائز الذي كما قلت كان في ابريل 2017 وتقوم وزارة الشباب بطبع الأعمال الأولي في الرواية والقصة القصيرة والشعر في مجلد توزعه مجانا علي الحضور والصحافة ومن يريد. تم توزيع هذا الكتاب في ابريل 2017 وقامت وزارة الشباب بعد ذلك بطبع الرواية في دار المعارف المصرية في معرض الكتاب هذا العام يعني في يناير 2018 » 

وأضاف عبد المجيد : "الرواية اسمها 'حورس.. أحجية التاريخ القديم' المفاجاة الكارثة هي صدور نفس الرواية عن  دار اطلس المصرية باسم كاتبة مغربية هي فاطنة الغزالي بعنوان اخر هو "الفرعون المتمرد". كاملة حتي بالاهداء في نفس الوقت يناير 2018. ولاني قرات الرواية عام 2016 مع الاستاذ حسين حمودة والاستاذة نوال مصطفي ولان وزارة الشباب طبعتها في الكتاب التذكاري عام 2017 فواضح ان احدا ما ارسل الرواية الي هذه الكاتبة التي غامرت بوضع اسمها على رواية مصرية الموضوع قرأناها منذ عامين ونشرتها الكاتبة المغربية في مصر هذا العام. من الذي ارسل الرواية للكاتبة. مؤكد انه شخص مصري مستفيد ! لكن الأهم كيف تبدأ كاتبة حياتها برواية ليست لها. بل رواية مصرية الموضوع. والا فلتقدم لكم ولنا الكاتبة مايفيد نشرها الرواية قبل 2016 حتي يمكن ان يقول احد ان الكاتب الشاب المصري هو الذي نسبها لنفسه ونقلها بالحرف والكلمة كما نقلتها هي » 

من جانبه ، علّق الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة على ما أثاره الروائي إبراهيم عبدالمجيد بقيام كاتبة مغربية بسرقة رواية مصرية وطبعها باسمها قائلًا: كنت مع الأستاذة نوال مصطفى، والأستاذ إبراهيم عبدالمجيد، في لجنة تحكيم مسابقة إبداع التي تقيمها وزارة الشباب سنويًّا لطلاب وطالبات الجامعات والمعاهد المصرية، وقد فازت عام 2017 رواية ضياء خليفة "حورس.. أحجية التاريخ القديم".

وأضاف حمودة،: لم أقرأ، بعدُ، رواية صدرت مؤخرًا وتناثرت الأخبار عن سرقة صاحبتها هذه الرواية، وإن كان هذا قد حدث فهذه مصيبة أخرى من مصائب تتزايد في الوسط الثقافي والإبداعي.

الى ذلك نشرت دار أطلس بيانا تساءلت فيه : « ماهى الضمانة لدار النشر حين ياتى اليها كاتب شاب او حتى كاتب مشهور بعمل وترى الدار انه عمل متميز و صالح للنشر ، وكيف لها ان تعلم ان هذا العمل مقتبس او مسروق من كاتب اخر سواء داخل مصر او خارجها اتحدى اى شخص ان يعطينا هذه الضمانة » وقالت إن « الضمانة الوحيدة هى التعاقد وكل على مسؤليته ، فرجاء عدم المزايدة ومهلا حتى ياخذ القضاء مجراه

فنحن متضامنون مع الحق وسوف نلاحق قانونيا كل من خالف القانون وبالفعل تم ارسال الملف كاملا الى الشؤون القانونية لاتخاذ اللازم » 

وأبرز عادل المصري مدير دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، في تصريحات صحفية  "إن الدار تضع ضمن بنود العقد مع الكاتب بندًا ينص على أن هذا العمل من بنات أفكاره وأن أي مخالفة لذلك يعرضه للمساءلة وأنه يتحمل المسؤولية كاملة" مضيفًاَ أن دور النشر لن تتمكن من مراجعة كافة الروايات التي صدرت في الأدب العربي كي تتمكن من تحديد اقتباس كاتب من كاتب آخر. 

وتابع  المصري أن الدار تواصلت مع الكاتبة و نقلت ادعاءات المؤلف المصري ، إلا أنها أجابت بأنها كتبت هذه الرواية منذ 3 سنوات مضيفة أنها ستقوم بمقاضاة الروائي ضياء الدين خليفة. 

وأشار المصري إلى أن دار أطلس أوقفت بيع رواية "الفرعون المتمرد" لحين الفصل القضائي في هذا النزاع، مؤكدًا أن الدار سوف تقاضي من يثبت القضاء أنه قام بسرقة الرواية، وكذلك تكريم صاحب الرواية بنشر طبعة جديدة منها وتوزيعها في مصر والعالم العربي.