بات "محاربو الصحراء" من بين أكثر اللاعبين طلباً في سوق الانتقالات، من طرف أكبر الأندية في أوروبا، التي تسعى للاستفادة من خدمات اللاعبين الجزائريين، وهذا بعد المستوى الراقي الذي قدمه المنتخب الوطني خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم 2014 التي تجري حاليا بالبرازيل.
وقبل أقل من أسبوع عن إسدال الستار على الحدث الكروي العالمي، لا يوجد تقريباً ولا لاعب من بين الـ23"محارباً" الذين شاركوا في المونديال لا يملك عرضاً واحداً على الأقل من طرف ناد أوروبي، وتأتي الأندية الإنجليزية التي تنشط في الدرجتين الممتازة والأولى في مقدمة الأندية الأوروبية المهتمة بخدمات اللاعبين الجزائريين، إذ أبدت كل من نوادي، كريستال بالاس، ليستر سيتي، بيرنلي، ديربي كونتي، توتنهام، إيفرتون ، ليفربول، أرسنال ومانشستر سيتي اهتمامها بنجوم المنتخب الوطني، على غرار مجيد بوڤرة الذي يوجد تحت أنظار الثلاثي ديربي كونتي وليستر سيتي وكريستال بالاس، هذا الأخير الذي يتنافس أيضاً على ضم هداف الخضر وسبورتينغ ليشبونة إسلام سليماني إلى صفوفه.
مبولحي المستفيد الأكبر
بانضمامه إلى قائمة أحسن الحراس في العالم، أصبح حارس عرين الخضر رايس وهاب مبولحي يتصدر لائحة اللاعبين الجزائريين الأكثر طلبا في سوق التحويلات، ويتّجه ليكون من أكبر المستفيدين من المونديال وهذا مقارنة بسوء الحظ الذي لازمه لسنوات ببقائه ما بين البطولتين البلغارية والروسية. وبالرغم من أن كل المعطيات توحي بأن وجهة مبولحي القادمة ستكون نحو البطولة التركية في أحد الأندية التي طلبت خدماته، ومن بينها "طرابزون سبور" الذي قد يشرف عليه المدرب السابق للخضر وحيد خاليلوزيتش أو نادي "كونياسبور"، إلا أن المؤكد أن مبولحي سيلعب الموسم المقبل في فريق محترم.
صراع ثلاثي على سليماني
من جهته، ساهم المستوى الكبير الذي ظهر به إسلام سليماني رفقة المنتخب الوطني في المونديال في الرفع من قيمته الرياضية والمالية التي قد تتجاوز العشرة ملايين يورو، وهو المبلغ الذي عرضه نادي كريستال بلاس الإنجليزي على إدارة سبورتينغ ليشبونة البرتغالي مقابل الاستفادة من خدمات صاحب الهدفين في المونديال أمام كوريا الجنوبية وروسيا، حسب ما أشارت إليه آخر التقارير الصحفية. وإلى جانب كريستال بالاس، يملك سليماني عروضاً أخرى قد تجلبه أكثر، كعرض موناكو الفرنسي وفياريال الإسباني.
يوفنتوس وميلان وفيغولي
ولا يختلف الأمر بالنسبة لنجم الخضر ونادي فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، الذي تتضارب الأنباء بشأن مستقبله في الليغا، وهذا بالنظر إلى العروض التي وصلته من طرف العملاقين الإيطاليين جوفنتوس وميلان، اللذان يتصارعان من أجله.
براهيمي نحو ناد كبير
هكذا تتنبأ الصحافة الإسبانية بخصوص أحسن مراوغ في الليغا، الجزائري ياسين براهيمي، الذي بإمكانه خلط حسابات دفاع أي فريق. هو الآخر وبعد تألقه مع المنتخب الوطني في المونديال والموسم المميز الذي قدمه مع ناديه غرناطة، أصبح محل متابعة من طرف العديد من الأندية، وفي مقدمتها الثنائي بورتو البرتغالي الذي أعرب عن رغبته في ضمه إلى صفوفه ونادي أودينيزي الإيطالي التابع للعائلة التي تملك نادي غرناطة الإسباني وواتفورد الإنجليزي.
وبالإضافة إلى بورتو وأودينيزي، يوجد براهيمي ضمن اهتمامات كل من إيفرتون وتوتنهام وليفربول وأرسنال الإنجليزيين وأتلتيكو مدريد وإشبيلية وفالنسيا في إسبانيا، وكذا روما الإيطالي.
المونديال يفتح أبواب أوروبا لجابو
في نفس السياق، وبعد تألقه الملفت للانتباه مع المنتخب الوطني في البرازيل، والتحاقه بهدافي الخضر في المونديال بتسجيله هدفين في مرمى كوريا وألمانيا، ينتظر أن ينتقل عبد المؤمن جابو إلى مرحلة جديدة في مشواره الكروي من خلال الاحتراف في أوروبا. وهو الأمر الذي كشفه جابو مطلع الأسبوع الجاري، بتلقيه عروضا من أندية تركية وفرنسية دون تقديم تفاصيل أخرى.
حليش وإغراءات قطرية
أما قلب دفاع الخضر، رفيق حليش، الذي يوجد في نهاية عقده مع ناديه أكاديميكا البرتغالي، فإنه محل اهتمام عدة أندية يونانية وإنجليزية وحتى إسبانية على غرار إسبانيول وإلتشي وملقا، إلا أنه قد يفاجئ الجميع ويفضل الالتحاق بالبطولة الخليجية في نادي قطر القطري، بالنظر إلى العرض المالي المغري الذي قدمه له.
السيتي يريد غولام
ولم يخرج المدافع الأيسر للخضر ونابولي الإيطالي عن القاعدة، وبدوره وصلته عديد العروض المغرية، حيث تؤكد آخر التقارير أن كلا من بطل إنجلترا، مانشيستر سيتي وبطل إيطاليا جوفنتوس يرغبان في ضمه إلى صفوفهما الموسم المقبل، إضافة إلى توتنهام الإنجليزي الذي يريد تدعيم دفاعه باللاعب الجزائري، إلا أن غولام قد يفضل الاستقرار والبقاء في نابولي، أين يحظى بثقة المدرب الإسباني بينيتيز.
إنجلترا تفتح ذراعيها لبوڤرة
من جهته، مجيد بوڤرة، من الممكن جدا أن يعود من جديد إلى أجواء الملاعب الأوروبية من بوابة البطولة الإنجليزية التي يبدو أنها فتحت له أبوابها، وهذا من خلال التقارير التي تربط "الماجيك" بأندية ديربي كونتي، كريستلل بالاس، والصاعدين الجديدين للبريمر ليغ ليستر سيتي وبيرنلي.
في الأخير، وبالرغم من العروض الكثيرة والعديدة التي وصلتهم ، إلا أن أغلبية اللاعبين الجزائريين يفضلون التريث وعدم التسرع في اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن، خاصة العناصر التي لا تعاني من مشاكل مع أنديتها على غرار سفيان فيغولي في فالنسيا، ياسين براهيمي في غرناطة، فوزي غولام في نابولي وإسلام سليماني في سبورتينغ ليشبونة، في المقابل قد تستغل عناصر أخرى هذه الفرصة لإعادة بعث مشوارها من جديد، من خلال التألق في بطولات وأندية أخرى، وهذا على غرار مجيد بوڤرة الذي قد تحفزه فكرة استعادة أجواء الملاعب الأوروبية من جديد بعد ثلاثة مواسم تقريبا في الخليج، وكذا عبد المؤمن جابو الذي بإمكانه تطوير وتحسين قدراته أكثر من خلال الاحتراف في أوروبا.
*نقلاً عن الشروق الجزائرية