في حين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدراسة التحالف التكتيكي مع "العدو" الإيراني لمواجهة خطر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - داعش، يظهر اسم قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الهجوم الذي جرى على القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي حينذاك.

هذا ما يظهره كتاب "القوى الظلامية" للكاتب كينيث تيمرمان والذي قامت "نيويورك بوست" بنشر تقرير عنه، حيث لفتت إلى قيام سليماني بتنسيق العمليات ضد الولايات المتحدة من لبنان إلى تايلاند، وهو أيضاً متهم بتوظيف رئيس عصابة تهريب مخدرات في المكسيك من أجل اغتيال السفير السعودي على الأراضي الأمريكية.

ويأتي في تقرير الكتاب، أن الاستخبارات الأمريكية استحوذت على تسجيل صوتي لعملية تنصت على مجموعة جهادية في 30 يوليو (تموز) 2012 تتحدث مع عناصر من "فيلق القدس" باللغة الفارسية.

ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة رصدت آنذاك وصول 7 إيرانيين إلى طرابلس تحت عباءة الهلال الأحمر الدولي، وكانت على علم أن المجموعة الإيرانية كانت تنوي القيام بعملية ما ضد القنصلية الأمريكية، ولكنها لم تكن تعرف ماهية طبيعتها.

ومع عودة المجموعة الإيرانية إلى طهران، بدأت الولايات المتحدة تتواصل مع عملائها في الداخل الليبي والإيراني، حيث تأكد أن هذه المجموعة جاءت إلى طرابلس من أجل وضع خطة لشن عملية ضد الولايات المتحدة، "من أجل إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية أنه يمكنهم الرد من أي مكان من الشرق الأوسط وفي أي زمان".

ونقل الكاتب عن المسؤول السابق عن العمليات في بغداد جون ماغواير، أن هذا الفريق الذي جاء إلى بنغازي "هم رجال قاسم سليماني.. كانوا واعين، مخضرمين، وعناصر فاعلة من طهران، وهم من الدفعة الأولى من طليعة النخبة".

وبحسب الكتاب، فإن الإيرانيين قاموا بتوظيف أكثر من 1000 مقاتل ليبي داخل ميليشيات تتواصل بشكل مباشر مع مسؤولي "فيلق القدس".

ومع حلول منتصف أغسطس (آب)، كانت خطة الهجوم على القنصلية الأمريكية قد تم التباحث به على مدى شهرين مع مسؤول "فيلق القدس" في بنغازي ابراهيم محمد جوداكي، الذي نال شهرته الواسعة من خلال قتال الأكراد في شمال غرب إيران، وتدريب عناصر حزب الله في لبنان.

تواصل وتنسيق
ومن خلال الاستفادة من الهوية العربية للقيادي في حزب الله خليل حرب، تم التواصل مع أكبر عدد من العناصر الميليشياوية في ليبيا من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية وتسهيل وضع الخطة المطلوبة، مع قرابة 50 عنصر من "فيلق القدس" في حين كان جوداكي يوزع المال يميناً ويساراً.

وكانت الخطة الأساسية، بحسب الكتاب، تنص على خطف السفير الأمريكي أثناء زيارته لمدينة بنغازي، وتدمير مبنى الاستخبارات الأمريكية الذي اعتقدوا أنه يتم من خلاله تمرير السلاح إلى المعارضة السورية، ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى الخروج من المدينة نهائياً.

ولكن تم التغاضي عن مخطط الخطف لاحقاً واستبداله بخطة القضاء على السفير بشكل مباشر.

وقبل ثلاثة أسابيع من الهجوم، وصل طرد يحوي على مبلغ ما بين 8 إلى 10 ملايين دولار، جرى تهريبه عن طريق تونس، ومن ثم جنوب الصحراء الجزائرية، حتى الأراضي الليبية، وقام جوداكي بتوزيعه عن طريق حرب على قادة في تنظيم "أنصار الشريعة"، وتم سحب المبلغ من حساب تابع لـ"فيلق القدس" من ماليزيا، وفي 11 سبتمبر 2012، قام التنظيم بالهجوم على القنصلية.

وينتهي التقرير بالإشارة إلى أنه "يمكن لسليماني العمل معنا لمواجهة تنظيم داعش، إلا أنه لا يمكن للحظة واحدة التصديق بأنه صديق لنا".

 

*نقلا عن "24" الإماراتي