قال مصدر مطلع، إن الجيش الليبي أطلق اليوم الجمعة، عملية "كرامة ليبيا" لتطهير مدينة بنغازي شرق البلاد من الجماعات المسلحة.وقال المصدر لموقع "بوابة الوسط" الالكتروني الليبي، إن قوات من الجيش مدعومة بالسلاح الجوي بدأت تنفيذ عملية "كرامة ليبيا" والتي تستهدف التكفيريين والعصابات الخارجة عن القانون في بنغازي.

من جهة أخرى، نقل الموقع عن العقيد محمد الحجازي، الناطق السابق باسم الغرفة الأمنية في بنغازي، أن "قوات ليبية عسكرية تخوض معركة مع تشكيلات إرهابية في منطقتي سيدي فرج والهواري".وطالب الحجازي الشارع بدعم قواته المسلحة، وأن يهب للمشاركة في معركته المصيرية.

و تمكنت في ذات السياق قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر من الاستيلاء  على مقر كتيبة "راف الله السحاتي" الإسلامية في بنغازي و قد أدى الهجوم المتواصل حتى الآن إلى مقتل احد العناصر الجهادية.

يذكر أن مدينة بنغازي تشهد هجمات يشنها مسلحون ضد قوات الأمن والجيش ورجال القانون والإعلام والنشطاء السياسيين بسبب انتشار الميليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد بصفة عامة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي وقتله في عام 2011.

وكانت مصادر ليبية خاصة قد كشفت في وقت سابق عن تشكل خلايا "دفاع ذاتي شعبية" في عدد من المدن الليبية بهدف اصطياد قادة و عناصر التنظيمات الجهادية المتطرفة خاصة في مدن و بلدات المنطقة الشرقية .و أوضحت ذات المصادر لــ"بوابة إفريقيا الإخبارية" أن هذه الخلايا هدفها تطهير ليبيا من قوى التطرف و الظلام التي حولت البلاد إلى صومال جديد و تحاول قطف ثمار ثورة الشعب الليبي من خلال فرض رؤيتها الدينية المتطرفة و الاجتماعية المتخلفة على الأهالي"،على حد قولها.

و تتشكل هذه الخلايا من ثوار سابقين و عناصر مسلحة "هدفها دعم إعادة دور الدولة المركزي في ضبط الأمن و لكنها لا تعمل من داخل جهاز الدولة و ليس لها أي علاقة بها ،بل تحركت عندما رأت أن أجهزة الدولة الأمنية و العسكرية ضعيفة أمام المد الإرهابي الكبير و قد نجحت في أكثر من مناسبة من القضاء على عدد من القيادات و العناصر المتطرفة منذ مطلع العام الحالي ،فسر نجاعتها يكمن في اعتماد نفس الأسلوب القتالي الذي تعتمده هذه التنظيمات الجهادية و هذا ما تعجز عن فعلها القوات النظامية"،على حد تعبيرها.

يرى مراقبون أن القوى الأمنية و العسكرية في ليبيا تتعرض و منذ سقوط نظام القذافي خريف العام 2011 إلى عملية تصفية منهجية ،ففي العام 2013 طالت الاغتيالات طالت أكثر من 120 شخصاً خلال سنة 2013، طالت ثلاثة أرباعها قيادات أمنية وعسكرية.و في هذا السياق كشف تقرير صحافي نشرته، مطلع العام الحالي، مؤسسة العين للصحافة والإعلام والدراسات الليبية أن الحجم الأكبر من هذه الاغتيالات وقع بمدينة بنغازي (عاصمة الشرق الليبي)، التي تجاوز فيها عدد الذين قضوا بفعل الاغتيالات 78 حالة، منها ما قتل باستعمال العبوات الناسفة التي كانت تلصق في أسفل سيارة المستهدف، فيما قتل آخرون بإطلاق الرصاص. و أضاف التقرير أن مدينة درنة (أكبر مركز لتجمع المتشددين بالشرق الليبي) تأتي في المرتبة الثانية بـ35 حالة اغتيال، ومن بعدها مدن طرابلس (4) ومصراتة (3) وسبها (1) وطبرق (1) والعجيلات (1).