يمثل فيروس كورونا  أزمة لم يشهد العالم لها مثيلا من قبل في العقود الأخيرة من حيث آثارها الاقتصادية والاجتماعية المحتملة، حيث أطاح بأعتى الإقتصادات و الدول في فترة وجيزة و لا تزال تداعياتها متواصلة وسط مخاوف عالمية و تعد إفريقيا أكثر البلدان عرضة لهذه الأضرار حيث يحذر الخبراء من عواقبه الوخيمة على القارة السمراء.
بدأت التأثيرات تظهر جليا على أكبر إقتصاد في إفريقيا حيث تقلص الاقتصاد النيجيري بنسبة 6.1٪ في الربع الثاني من هذا العام، وفقا لأحدث التقارير الصادرة عن مكتب الإحصاء النيجيري. ويأتي هذا الانخفاض بعد ثلاثة عشر ربعا من معدلات النمو الإيجابية ولكن المنخفضة. كما أن الانخفاض بنسبة 6.1% هو الأكثر حدة في نيجيريا في السنوات العشر الماضية.
وكما هو الحال مع معظم الاقتصادات الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن الانخفاض الحاد في نمو الناتج المحلي الإجمالي في نيجيريا يرجع إلى حد كبير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي بعد أن لجأت البلاد إلى الإغلاق في أبريل للحد من انتشار الفيروس. وفي أعقاب هذا الوباء، توقع البنك الدولي انخفاضاً بنسبة -3.2% لعام 2020، بانخفاض قدره 5 % عن توقعاته السابقة.
ولكن الاقتصاد النيجيري أصيب أيضاً بالشلل بسبب عوامل خارجية لأن وباء الفيروس التاجي أدى إلى توقف شبه تام للنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. وقد أدى الانخفاض الحاد المصاحب لأسعار النفط وسط انخفاض الطلب العالمي  مما أدى إلى انخفاض حاد في أرباح نيجيريا نظرا لاعتمادها على السلعة الأساسية باعتبارها أكبر مصدر للدخل. وفي السياق، خفضت الولايات المتحدة وارداتها من النفط الخام النيجيري بمقدار 11.67 مليون برميل في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020، مقارنة بما اشترته في نفس الفترة من عام 2019. في الواقع، في الربع الثاني من عام 2020، انخفض إنتاج النفط المحلي إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016 ، عندما عانت نيجيريا من عام كامل من النمو السلبي.وتظهر أحدث البيانات الاقتصادية أن الحكومة النيجيرية لا تزال بعيدة جدا عن التوقعات في خطة الانتعاش الاقتصادي والنمو، التي تم إنشاؤها في أعقاب ركود عام 2016 كما أن هناك القليل من المؤشرات على حدوث تحول سريع في المشاكل الاقتصادية في نيجيريا حيث يتوقع البنك الدولي أن تكون الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا قد أصبحت في أسوأ حالة ركود منذ أربعة عقود.
ومع ارتفاع معدل البطالة بالبلاد حيث أن 27% من القوى العاملة في نيجيريا (أكثر من 21 مليون نيجيري) عاطلون عن العمل إلى جانب انخفاض أحجام الصادرات مثل النفط، تعيش نيجريا، أكبر إقتصاد إفريقي وضعا حرجا و تداعيات وخيمة جراء الأزمة الوبائية و ما خلفته من تأثيرات محلية و قارية و عالمية.