اقترح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان وعقد لقاء يجمع كل من الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه المقال ريك مشار، وذلك لحل الأزمة الدائرة في البلاد. وأضاف كيري، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة، عقده بالسفارة الأمريكية في جوبا في زيارة للبلاد استغرقت ساعات، إنه تقدم بهذه المقترحات للرئيس سلفاكير.

ومضى كيري قائلاً إن "مقترحات الحل الأمريكي تتمثّل في تشكيل حكومة انتقالية والترتيب للقاء مشترك يجمع الرئيس كير بزعيم المتمردين الدكتور ريك مشار تينج"، لافتًا إلى أن ذلك "يصب في مصلحة خدمة السلام والاستقرار بجنوب السودان".

كما نوّه وزير الخارجية الأمريكي كيري إلى أنه تقدم بتلك المقترحات أيضًا لوزراء خارجية دول إيغاد (دول الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا) بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا لتضمينها في أجندة التفاوض.

وحذّر كيري طرفي الصراع قائلا: "إذا لم يلتزم الطرفان بتلك المقترحات فإن هناك عقوبات ستفرضها عليهم الحكومة الأمريكية (لم يحددها)، نحن نتعامل مع الموضوع بجدية تامة، لأن الآلاف قتلوا في هذا الصراع، لا نتحمل أن يعيش جنوب السودان في حالة حرب". وأوضح أن تلك المقترحات جاءت بعد الاستماع لتصورات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بجنوب السودان.

ووصل كيري، اليوم الجمعة، إلى جوبا، قادمًا من أديس أبابا، في زيارة رسمية لساعات لبحث أزمة جنوب السودان المندلعة، منذ أواخر العام الماضي، ضمن جولة أفريقية تشمل أيضا الكونغو، وأنغولا.

وأفاد مراسل الأناضول بأن كيري توجه، عقب وصوله مطار جوبا، للقاء سلفاكير ، لإجراء مباحثات معه حول الوضع في جنوب السودان. وتعتبر زيارة كيري إلى جنوب السودان هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه في العام 2013.

كما تأتي بعد يوم واحد من إعلانه خلال زيارته لأديس أبابا، تمسك بلاده بـ"معاقبة كافة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وقتل المدنيين في جنوب السودان"، من دون أن يوجه أصابع الاتهام إلى طرف بعينه.

ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، حيث يتهم الرئيس نائبه المقال بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو ما ينفيه الأخير. وتحتضن أديس أبابا المفاوضات بين طرفي الصراع في جوبا برعاية "إيغاد".