يبدو أن الأقنعة ستصبح مصاحبة لسكان العالم لفترات طويلة، بعد أن اختارت أغلب الدول سيناريو التعايش مع فيروس كورونا المستجد، وهو ما سيجعل هناك ضغطاً على كمامات (N95) التي تستخدمها بشكل أساسي الأطقم الطبية في المستشفيات، كما يستخدمها بعض المستهلكين، الذين يفضلونها عن الكمامات التقليدية.
ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا شهدت العديد من بلدان العالم نقصاً حاداً في الأقنعة، وهو أمر من المتوقع زيادته خلال الفترة القادمة مع اتجاه دول العالم للتعايش مع الفيروس، وهو ما دفع باحثين أمريكيين من جامعة كاليفورنيا إلى ابتكار طريقة منزلية لإنتاج مركب «بيروكسيد الهيدروجين»، لتطهير أقنعة (N95)، بحيث تصبح ملائمة للاستخدام أكثر من مرة، وأعلنوا عن نتائجهم أول من أمس في دورية «نيتشر كومينيكيشن».
وتصدر «بيروكسيد الهيدروجين» عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، حيث يختبر الباحثون والمراكز الطبية في أكثر من مركز بحثي حول العالم قابليته لتطهير أقنعة N95 لتصبح جاهزة للاستخدام أكثر من مرة، في ظل نقص أعدادها وسط جائحة «كورونا» بحسب صحيفة الشرق الاوسط.
وفي حين أن النتائج حتى الآن تبدو واعدة، فإن بعض الباحثين قلقون من أن العمر الافتراضي السيئ لهذه المادة الكيميائية يمكن أن يجعل جهود التطهير مكلفة، فالمشكلة الرئيسية هي أن «بيروكسيد الهيدروجين» غير مستقر، ويبدأ في التحلل إلى الماء والأكسجين حتى قبل فتح الزجاجة، وينهار بسرعة أكبر بمجرد تعرضه للهواء أو الضوء.
ويقول سان دييغو تشنغ تشين، الأستاذ في الهندسة النانوية بجامعة كاليفورنيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة «ربما يكون لديك بضعة أشهر فقط لاستخدام (بيروكسيد الهيدروجين) قبل انتهاء صلاحيته، لذا سيتعين عليك طلب دفعات بشكل أكثر تكراراً للحفاظ على إمدادات جديدة، ولأنه يتحلل بسرعة كبيرة، فإن شحنه وتخزينه يصبح مكلفاً للغاية».
وطوّر تشين وزملاؤه طريقة سريعة وبسيطة وغير مكلفة لتوليد بيروكسيد الهيدروجين في المنزل باستخدام قارورة صغيرة، وهواء، وإلكتروليت جاهز، ومحفز وكهرباء.
وقال تشن: «هدفنا هو إنشاء جهاز محمول يمكن توصيله ببساطة حتى تتاح للمستشفيات، وحتى المنازل، طريقة لتوليد بيروكسيد الهيدروجين عند الطلب، فلا حاجة إذن لشحن تلك المادة، ولا حاجة لتخزينها، ولا يوجد داعٍ للتسرع في استخدامها كلها قبل انتهاء صلاحيتها، ويمكن أن يوفر ذلك ما يصل إلى 50 إلى 70 في المائة من التكاليف، كما أن الطريقة المستخدمة أقل سمية من العمليات الصناعية». وتعتمد الطريقة على تفاعل كيميائي حيث يتحد جزيء واحد من الأكسجين مع إلكترونين وبروتونين في محلول إلكتروليت حمضي لإنتاج بيروكسيد الهيدروجين، ويُعرف هذا النوع من التفاعل باسم تفاعل اختزال الأكسجين ثنائي الإلكترون، وهو سهل الاستخدام لأنه يمكن أن ينتج بيروكسيد الهيدروجين المخفف بالتركيز المطلوب عند الطلب.