أبهرت كوريا الجنوبية العالم في تعاملها مع فيروس «كورونا»، بعد أن كانت ثاني البلدان في مصابي الوباء في منتصف فبراير الماضي، أصبحت اليوم نموذجاً تنظر إليه الدول في انبهار وربما غيرة بعد تسجيلها «صفر إصابات».
حقّقت كوريا الجنوبية كل هذا النجاح دون اللجوء إلى فرض الإغلاق الشامل، بل اكتفت برفض إجراءات «التباعد الاجتماعي» مثل منع الاكتظاظ وإلزام المحلات المفتوحة باستقبال نسبة محددة من طاقتها الاستيعابية. ووفق ما كشف وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، بارك نونغ هو، فقد حرصت السلطات على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات ما إن تأكدت الإصابات الأولى، لأجل التحرك بسرعة في مواجهة الفيروس.
فضلاً عن تبني سياسة تكثيف الفحوص، بإقامة منصّات متنقلة لإجراء اختبارات الفيروس، حتى يتمكّن الناس من إجراء الكشف وهم داخل سياراتهم في غضون عشر دقائق فقط، ما يقلّل أيضاً من احتمال انتقال العدوى إلى موظفي الصحة.
لم تكتفِ كوريا الجنوبية بذلك بل اعتمدت على التقدم التكنولوجي بتقديمها تطبيقاً هاتفياً للمصابين، لأجل التمكن من رصد تحركاتهم وحصر مخالطيهم، فضلاً عن الاستعانة بنظام تحديد المواقع في الهاتف واستخدام البطاقات البنكية.
ووضعت السلطات المصابين الذين لا يشعرون بأعراض قوية، في مراكز خاصة، منعاً لانهيار النظام الصحي فيما لو تمّ وضع كافة المصابين في المستشفيات، وفق الوزير. وشدد الوزير الكوري الجنوبي على أنّ بلاده خاضت هذه المعركة، في أتم الشفافية، وراهنت على تعاون مواطنيها الذين اقتنعوا بأن التباعد الاجتماعي هو اللقاح الوحيد المتاح حالياً ضد الفيروس.