حين ينظر الناس إلى خريطة العالم يعتقدون في الغالب أن شكل الأرض قد ظل ثابتا منذ الأزل لكن العلم يقدم وجهة نظر مغايرة فهو يشير إلى ظاهرة جيولوجية قادت إلى تغيير وجه الكوكب.
وترى نظرية "الصفائح التكتونية" أن كوكب الأرض عرف انجرافا قاريا على مدى مئات الملايين من السنين، ونتيجة لهذا التحول تباعدت المسافات بين بعض الدول فيما تقاربت بين أخرى.
ووضع الرسام ماسيمو بيتروبون، خريطة تقريبية لما كانت عليه الأرض قبل مئات الملايين من السنوات، ولم يكتف الفنان بدمج البلدان والقارات التي كانت ملتصقة ببعضها البعض بل وضع الحدود الجغرافية الحالية.
وبالعودة إلى الشكل المحتمل للأرض قبل 350 مليون سنة، تظهر الولايات المتحدة مجاورة لبلدان الشمال الغربي من القارة الإفريقية، أما دول أوروبا الغربية فتبدو لصيقة بالبلدان المغاربية.
وعلى المنوال نفسه، بدت البرازيل والأرجنتين محاذيتين لبلدان الجنوب الغربي من القارة الأفريقية، فيما اختفى المحيط الأطلسي بين القارة السمراء والقارة الأمريكية.
وقال معلقون على الصورة إن هذا النظرية العلمية تظهر الطابع النسبي للحدود التي أقامها البشر فيما بينهم وتحولت في أحيان كثيرة إلى مصدر للقلاقل والصراعات.
وتكشف الصورة أن كثيرا من الدول كانت ستجد نفسها من دون واجهة بحرية، أو أنها ستطل على واجهة مائية محدودة لو لم تحصل تكتونية الصفائح.
وتبعا لما ذُكر فإن هذه الظاهرة لم تؤثر على شكل الأرض فقط بل قلبت موازين الموارد الطبيعية والمعادلات السياسية، على اعتبار أن التقارب الجغرافي بين بعض الدول كثيرا ما أنتج حروبا ومآسي بشرية.