لا يزال ملف الطائرات التركية المسيرة المستعملة من قبل قوات الوفاق تثير جدلا واسعا في ليبيا بعدما تأكد أن ملكية تلك الطائرات تعود إلى النظام القطري، حيث إن الدوحة تسلمت من تركيا في فبراير الماضي طائرات دون طيار من طراز بيرقدارTB2 ، وهي ذاتها المستعلمة حاليا من قبل حكومة الوفاق.
وكانت شركات الصناعات الدفاعية التركية وقّعت في مارس 2018 صفقات مع قطر، خلال معرض الدوحة للدفاع البحري منها صفقة مع شركة “بيكار” لصناعة الطائرات، قصد شراء طائرات دون طيار من طراز بيرقدارTB2 ، وتعتبر تلك الصفقة هي الأولى من نوعها التي تصدّر فيها الشركة التركية منتجاتها إلى الخارج.
وتم الاتفاق آنذاك على أن تقوم «بيكار» بتسليم الطائرات خلال عام واحد. وتشمل الصفقة محطات التحكم والأدوات الخاصة بهذه الطائرات. كما تضمن الاتفاق أن تتولى الشركة تقديم الدعم التقني واللوجستي لمدة عامين إلى الجانب القطري بخصوص نظام عمل الطائرات على يد مهندسين أتراك.
وقالت التسريبات إن تلك الطائرات التي اقتنتها قطر هي ذاتها التي تم نقلها إلى ليبيا عن طريق مطار مصراته نزولا عند طلب مستعجل من سلطات الدوحة. وتم إدخالها إلى الخدمة خلال ثلاثة أيام من وصولها عبر رحلة شحن جوية عادية، مشيرة إلى أن وجود الخبراء الأتراك داخل الأراضي الليبية يأتي تنفيذا لبنود الاتفاق السابق مع قطر.
وفي فبراير الماضي، قالت وكالة الأناضول التركية إن أنقرة تستعد لتسليم قطر 6 طائرات دون طيار من طراز بيرقدار TB2 ضمن صفقة وقعت بين الجانبين عام 2018، وإن الطائرات الست ومحطات التحكم اجتازت اختبارات قبول المصنع وباتت جاهزة لتسليمها إلى القوات المسلحة القطرية.
وضمن الصفقة نفسها أنهى فريق قطري، مكون من 55 شخصا، دوراته التدريبية لاستخدام الطائرات المذكورة والتي خضعوا لها في تركيا على يد فريق من مهندسي وخبراء شركة “بيكار”. وفي نهاية الدورة التي استمرت 4 أشهر تخرج جميع أفراد الفريق القطري من بينهم قائد للطائرات من دون طيار المسلحة وموظفو صيانة وغيرهم من المكلفين بالمهام المتعلقة بهذه الطائرات.
وحضر حفل التخرج نائب وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح قاجير ونائب رئيس الصناعات الدفاعية فاروق يغيت وقائد الجيش التركي الثاني زكائي آقصقاللي والمدير التقني لشركة “بيكار” سلجوق بيرقدار الذي قال إن الطائرات التركية محلية الصنع لعبت دورا مهما في عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” اللتين نفذتهما القوات التركية ضد الأكراد شمالي سوريا. وتم الإعلان آنذاك عن أن شركة “بيكار” ستقوم ضمن إطار الصفقة بتقديم الدعم التقني واللوجستي لمدة عامين أي حتى العام 2020 للجانب القطري بخصوص نظام عمل الطائرات على أيدي مهندسين أتراك.
ومع بداية عملية «طوفان الكرامة» في أبريل الماضي، طلب النظام القطري من حليفه التركي نقل الطائرات المسيرة الست إلى غرب ليبيا لدعم القوات التي يراهن عليها البلدان في تنفيذ مشروع التمكين لقوى الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان. كما تضمن الاتفاق نقل عدد من المدرعات التي تم تصنيعها خصيصا من قبل شركة «نورول ماكينة» التركية لفائدة الجيش القطري إلى مصراتة وطرابلس.
وكان قد تم في مارس 2018 توقيع اتفاق بين الجانبين القطري والتركي على اقتناء الدوحة لـ214 عربة مدرعة من شركة “نورول ماكينة” التركية لتلبية احتياجات قيادة القوات الخاصة القطرية. كما تعاقدت قطر مع شركة “بي.أم.جي” لصناعة العربات البرية على استيراد 85 عربة مدرعة متعددة المزايا.
وفي منتصف مايو الماضي، أكد خالد المشري، القيادي الإخواني ورئيس مجلس الدولة، أن حكومة الوفاق اقتنت طائرات حربية مسيرة، وبدأت باستخدامها ضد قوات الجيش الليبي المتقدمة نحو العاصمة طرابلس. وقال في حديث إلى صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن قوات حكومة الوفاق حصلت في الأيام الأخيرة على طائرات مسيرة، وتمكنت من تحديثها لتبدأ استخدامها عند جبهات القتال مع قوات “الجيش الليبي” بقيادة خليفة حفتر في محيط العاصمة طرابلس.
وكان واضحا الفرق بين مفردتي «اقتنت» و«حصلت على» خصوصا وأن الاقتناء عادة ما يتم عبر صفقات تسبق مواعيد التسليم غير قصيرة، وهو ما يؤكد أن الموضوع يتعلق بنقل طائرات جاهزة تم الاتفاق عليها مسبقا، إلى ليبيا، يضاف إلى ذلك أن هناك عراقيل تمنع حكومة الوفاق من إمضاء عقود لشراء أسلحة، وعلى رأس تلك العراقيل القرار الأممي بمنع التسليح الأجنبي على الفرقاء الليبيين.
وتتمكن طائرة بيرقدار TB2 دون طيار من التحليق لمدة 25 ساعة دون انقطاع والقيام بمهامها خلال الليل والنهار وتستطيع نقل حمولة بوزن 100 كيلوغرام؛ وهي تعمل على تزويد مراكز العمليات بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها في الأجواء فضلا عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر محمولة على متنها.