يحاول تنظيم داعش الإرهابي استخدام كافة الطرق لجمع أكبر عدد من مؤيديه للانضمام إلى صفوفه ومن بين هذه الوسائل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق، قالت مجلة “بي سي” الأمريكية إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبير في مساعدة تنظيم داعش الإرهابي، فقد أبرزت الصور غير الواضحة ثلاث فتيات يعبرن نقطة تفتيش أمنية في مطار غاتويك في لندن، تبدو الفتيات سعيدات وواثقات من أنفسهن، فقد اتجهن إلى تركيا تاركات يومهن الدراسي، وفقا لما نشرته صحيفة البديل المصرية.

وتضيف المجلة أن الثلاث غادرن حياتهن المريحة مع الأهل والأصدقاء للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا التي مزقتها الحرب، معظم هذه الإجابات الخاصة بالمراهقين تتلخص في الإنترنت، مشيرة إلى أن الفتيات، شميما بيجون، وأميرة عباسي، وكاديزا سلطانة، ليسوا أول الشباب الغربيين الذين يلتحقون بصفوف داعش، ولكنهم سيطروا على عناوين الصحف.

وترى المجلة الأمريكية أن فكرة “القطط والنوتيلا” هي الطريقة التي تقترحها شبكة “سي إن إن” الإخبارية في استدراج الفتيات عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر.

وتلفت “بي سي” أن داعش تعمل على نقل الحياة الواقعية داخلها على شبكات الإنترنت لجذب الفتيات الصغار، ويبدو أنها واثقة أيضا بشأن تجنيد الشباب لوضع التلميحات المثيرة على بعض المدونات مثل “تمبلر” حيث كتب أحدهم:” يمكنك أن تتعلم كيف تلبي نداء الواجب بطريقة أخرى، ثق بي يا أخي”، حيث استخدام هذه العبارات والتكتيكات يلعب دورا في جذب المزيد من الشباب للهجرة إلى ما يسمى بدولة داعش.

وتوضح المجلة أن العديد من الشباب يتدفق إلى داعش، فهناك آلاف المراهقين، كما أنها تعمل على جذب النساء إليها ليس للقتال، ولكن من منطلق فكرة الولادة والتناسل وخلق جيل جديد من “الجهادين”، تعترف السيدات اللاواتي ذهبن إلى داعش بأنهن يطهين الطعام ويرعين الأطفال.

وتلفت المجلة إلى أن العديد من الفتيات اللاواتي التحقن بداعش يحاولن جذب العديد من الشباب والشابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث مؤخرا ظهرت احدى السيدات البريطانيات وهي تدعو الشباب للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، وهي تنتقد في نفس الوقت السيدات اللاواتي يستخدمن أجسادهن لبيع الشيكولاتة، تحت عبارة “هذا العالم مليء بـ”كيم كارداشيان” كوني انت خديجة”.

استغل التنظيم المتشدد هذه المواقع، وبشكل خاص موقع “تويتر”، لنشر دعايته وإيصال رسائله إلى العالم، بفضل العدد الكبير من المؤيدين، وباستخدام تكتيكات عالية، تمكن داعش من فرض تأثيره على الطريقة التي يشاهده فيها العالم، من خلال نشر صور لأعمال العنف التي يقوم بها، بما في ذلك قطع رؤوس الصحافيين الأجانب وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في الوقت الذي يستخدم فيه وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد عناصر جدد.

ورغم كل ما كتب عن نشاط تنظيم داعش على تويتر، إلا أن من بين الأسئلة الجوهرية التي لم تلق إجابة هو عدد المؤيدين لــ “داعش” من مستخدمي تويتر”، ومن هم، وكم عدد المنخرطين في النشاطات الإلكترونية المنظمة عبر مواقع التواصل تلك.

عدد الحسابات المقدرة على مقاربات عدة لمؤيدي داعش على تويتر، حيث تم جمع بيانات قوية من 50 ألف حساب، من بينها 30 ألفا معرفة بأنها تخص مؤيدي “داعش”، وأصحابها هم مستخدمون حقيقيون، كذلك، تم جمع بيانات جزئية من 1.9 مليون حساب إضافي، يعتقد أن ما لا يقل عن 16 ألفا منها تخص مؤيدي “داعش”.

في العموم، تشير الدراسة إلى أنه يمكن في الحد الأقصى رصد 90 ألف حساب لـ”داعش” على “تويتر”، لكنها توضح أن هذه الحسابات تشمل “مؤيدين مخفيين” و”عملاء استخباراتيين تابعين “للتنظيم المتشدد، بالإضافة إلى حسابات لـ”عملاء استخباراتيين مناهضين” له، والهدف منه مراقبة نشاطاته الإلكترونية.