لا تزال عيون اللبنانيين شاخصة نحو كومة الركام هذه في أحد الشوارع بمنطقة مار مخايل في بيروت.
فمنذ يوم الخميس، حين أعلنت فرق البحث والإنقاذ عن احتمال وجود حي يرزق، بعد شهر على انفجار المرفأ الذي أودى بحياة 191 شخصا، تحت حطام أحد الأبنية، والقلوب متوفقة بانتظار أمل يأتي من تحت الخراب الذي حل بالعاصمة اللبنانية منذ الرابع من أغسطس.
وفي جديد لحظات الانتظار هذه، ما أعلنه بعض الناشطين الذين تواجدوا في عين المكان، فجر السبت من احتمال وجود طفلين صغيرين (رجح البعض أنهما لاجئان سوريان) تحت الركام.
احتمال أن يكونا قلبين إذا، وليس واحداً، صغيران قد يحملان وسط كل تلك المأساة أملا لآلاف اللبنانيين المفجوعين من تلك الكارثة التي حلت بمدينتهم.
على الرغم من أن فريق الإنقاذ التشيلي كان أوضح أمس في تصريحات صحفية أن النبض الذي جرى رصده، مؤخرا كان بطيئا وعلى عمق 3 أمتار
كما أوضح أن عمال الانقاذ لن يستعينوا بالكلاب، عند استئناف العمل صباح اليوم، مشددا وسط حجم الآمال المعلقة على العثور على ناج، أن هذا الأمر يرتبط بالحصول على دليل، وموضحاً أنه لا يمكن إعطاء النتيجة قبل فتح الممرات
وعلى الرغم من أن العديد من الاختصاصيين رأوا أن الأمر مستبعد طبياً، لكن حوادث مماثلة ماضية حول العالم شهدت "استثناءات"، ما دفع الآلاف إلى التشبث بالأمل.
يأتي هذا بعد أن أحيت بيروت مساء الجمعة ذكرى مرور شهر على انفجار المرفأ المروع، الذي حوّلها مدينة منكوبة وأودى ب191 شخصاً، بينما كان عمال إنقاذ يعملون بشكل متواصل بحثاً عن ناج محتمل تحت أنقاض مبنى مدمر في "معجزة" انتظرها اللبنانيون لساعات طويلة.
فبعد مرور شهر، لا يزال لبنان ينوء تحت عبء فاجعة غير مسبوقة تسببت أيضا بإصابة أكثر من 6500 بجروح وشرّدت نحو 300 ألف من منازلهم التي تضررت أو تدمرت. وتفيد تقديرات رسمية عن استمرار وجود سبعة مفقودين على الأقل.
ويتولى محقق عدلي التحقيق في الانفجار الذي لم تتضح ملابساته بعد، بمشاركة محققين فرنسيين وأميركيين.
وقد تم توقيف 25 شخصاً حتى الآن، بينهم كبار المسؤولين عن المرفأ ورجال أمن، بعدما تبيّن أن المعنيين على مستويات عدة كانوا على دراية بوجود حوالي 270 طنا من نترات الأمونيوم وهي مواد خطيرة مخزّنة في أحد عنابر المرفأ.