سادت حالة من الهدوء الحذر نسبيا في العاصمة اللبنانية بيروت بعد موجة من الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية على خلفية الرفض للتشكيلة المتداولة للحكومة المرتقبة برئاسة الدكتور حسان دياب، معتبرين أنها تمثل استنساخا للحكومة المستقيلة وتلتف على الإرادة الشعبية للاحتجاجات المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي.
وشهدت مناطق الاشتباكات المحتدمة منذ الرابعة عصرا والمتمثلة في وسط بيروت التجاري، وساحة النجمة حيث مقر مجلس النواب، وساحتي الشهداء ورياض الصلح، ومنطقة الصيفي، وجسر فؤاد شهاب، هدوءا كبيرا بعدما سيطرت قوات الأمن مدعومة من قوات الجيش اللبناني على الوضع، لم يقطعه سوى حالات اشتباكات محدودة والتي كان يتم السيطرة عليها فوريا.
وتوقفت القوى الأمنية عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع، بعدما توقف المتجمهرون عن رشق القوات بالحجارة وإطلاق المفرقعات النارية صوبها، فيما نظمت قوات الجيش والقوى الأمنية دوريات راجلة وأخرى بواسطة السيارات والعربات المدرعة في عموم بيروت لاسيما مناطق المواجهات والتوتر.
وبدت مناطق وسط العاصمة وكأنها منكوبة جراء الحروب، حيث انتشرت الحجارة في الشوارع والحطام وأثار التدمير الواسعة والحرائق والقنابل المسيلة للدموع، وتبين أن عددا كبيرا من الأرصفة قد جرى اقتلاعها، وتحطيم الأشجار واللافتات الإعلانية والأعمدة المرورية وإشارات السير الضوئية، وتهشيم واجهات مجموعة كبيرة من المباني والمحال التجارية والمؤسسات والسيارات المملوكة للمواطنين.
من جانبه، أعلن الصليب الأحمر اللبناني الحصيلة المبدئية لأحداث اشتباكات وسط العاصمة بيروت، مشيرا إلى أنه استخدم 18 سيارة إسعاف أقلت 80 مسعفا تعاملوا مع أكثر من 80 جريحا تطلبت حالاتهم أن يتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، إلى جانب إسعاف أكثر من 140 مصابا في الشوارع.