استطاع العسكريون الليبيون ضمن اللجنة المشتركة “ 5+5 ” التقدم بخطى ثابتة نحو تكريس الأمن والاستقرار في مناطق النزاع وخاصة في المنطقة الوسطى التي سيتم إخلاؤها من المظاهر المسلحة سواء من قوات الجيش الوطني أو من ميلشيات « بركان الغضب » التابعة لحكومة الوفاق ، 

وقال مصدر عسكري ل« البيان » أنه لم يعد هناك ما يمنع من اجتماع أعضاء اللجنة في أي مدينة ليبية بما في ذلك بنغازي شرقا وطرابلس غربا ، بعد أن نجحت في إثبات وطنتيها وانتمائها الى مؤسسة واحدة ، خصوصا أن جميع آعضاء اللجنة كانوا من ضباط الجيش الليبي قبل العام 2011 وهم من العسكريين المحترفين المنضبطين للأهداف الوطنية

وأضاف أن بنود الاتفاق الحاصل في جنيف دخلت حيز التنفيذ ، وخاصة فيما يتعلق بإعادة الثقة بين أطراف النزاع ، وفتح المجال أمام مختلف الأقاليم والمناطق الليبية للتواصل في ما بينها

وأعربت المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز عن ارتياحها لما توصل إليه أعضاء اللجنة في مدينة سرت ،وقالت أن « محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لقيت ردود فعل إيجابية حقاً في ليبيا ولا سيما العمل الذي يقومون به لإعادة فتح الطرق » مشيرة الى إن « هناك تركيز الآن على الطريق الساحلي. وسوف ينتقلون أيضاً في الوقت المناسب إلى الطرق إلى الجنوب، وهي منطقة لطالما كانت معزولة ومحرومة عبر التاريخ»

واعتبرت وليامز أن اللجنة قطعت بالفعل أشواطاً كبيرة بفتح الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد وكذلك استئناف النفط بالكامل،  وهذه ثمرة مباشرة للتفاعل الإيجابي بين أعضائها بين والخطوات الحقيقية الملموسة التي إتخذوها بالإضافة، إلى استمرار تبادل المعتقلين. ، مؤكدة أن هذه تطورات إيجابية بالفعل.

وكانت قد انعقدت 4 جولات من الحوار العسكري للجنة 5+5 في جنيف انتهت بالاتفاق المعلن في 23 أكتوبر الماضي ، ثم جولة في غدامس كانت من الأولى داخل ليبيا تلتها جولة سرت الأسبوع الماضي

وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب أبرز ملامح خريطة الطريق لتنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة العسكرية ، وقال أن خطوات التنفيذ تتضمن ثلاث مراحل، الأولى سيتم خلالها فتح طريق من الشرق انطلاقا من سرت باتجاه الغرب نحو مدينة مصراتة بطول 900 كلم ، على أن توكل حماية الطريق إلى قوى أمنية رسمية تحددها اللجان الفرعية الأمنية المنبثقة عن الحوار العسكري، مضيفا أن هذه المرحلة ستعقبها مرحلة أخرى أكثر أهمية تتمثل في إجلاء المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، موضحا أن خطوة إجلاء المرتزقة لا يمكن تنفيذها بشكل مباشر.

وتابع اللواء المحجوب في بيان ، أن المرحلة الثالثة ستشهد تفكيك المجموعات المسلحة (الميليشيات)، وهي مقسمة إلى مجموعات متطرفة وعصابات وتشكيلات جهوية وعرقية،

وسيتنجح عن هذه الخطوة تحديد التشكيلات التي يمكن دمجها وتنظيمها بحسب الشروط الموضوعة لضمهم إلى مؤسسات الدولة بناء على شروط معينه تتوافق مع انضمام العسكريين كأفراد وإعادة تدريبهم وتأهيلهم، مبينا أنه تم الاتفاق على توحيد جهاز حرس المنشآت وتنظيمه.

وأبرز المحجوب أن مدينة سرت ستكون المقر الدائم للجنة المشتركة التي سينبثق منها لجان فنية عدة، تشرف على تنفيذ هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن اللجان الفنية ستتولى مهمة تفكيك المجموعات المسلحة، وتصنيفها وطريقة تسليم الأسلحة، وتكون تبعية هذه اللجان للجنة العشرة المشتركة، وسيتم تسمية رؤساء لهذه اللجان الفرعية لتنظيم العمل.

وكانت اللجنة العسكرية المجتمعة في سرت قد كلفت لجنة اخلاء خطوط التماس بسحب الاليات والاسلحة الثقيلة من المنطقة المستهدفة بفتح الطريق الساحلي واعادة القوات الى وحداتها بالتنسيق مع لجنة الترتيبات الامنية لتأمين المنطقة بعد اخلائها من القوات العسكرية ، وأكدت الاتفاق على ان تبدأ المرحلة الثانية مباشرة بعد انتهاء المرحلة الاولى، وتتضمن خروج المرتزقة والمقاتلين الاجانب من منطقة جميع خطوط التماس وسحبهم الى بنغازي وطرابلس خطوة اولى للبدء في عملية مغادرتهم للاراضي الليبية خطوة تاليه.