عبر رئيس لجنة الشؤون الداخلية سليمان الحراري عن بالغ استياءه من سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه أزمة الهجرة واعتبرها المسؤولة بشكل رئيسي عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في ليبيا.
وأكد الحراري بحسب المكتب الإعلامي لمجلس النواب أن سياسة الاتحاد الأوروبي في اعتراض المهاجرين وسط البحر وإعادتهم إلى ليبيا لا يمكن أن تؤدي لتخفيف الأزمة، مبينا أن ليبيا التي تعاني أزمات سياسية واقتصادية لا يمكن أن تعالج أزمة تدفقات الهجرة نيابة عن أوروبا.
وبين الحراري أن الظروف السيئة التي تعانيها المؤسسات الليبية المعنية بموضوع الهجرة في مقدمتها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الذي تتبعه مراكز إيواء المهاجرين أصبح عاجزاً عن تقديم المساعدات الغذائية والطبية لآلاف المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى ليبيا يومياً وتستقبلهم مراكز الإيواء، ناهيك عن التعامل مع أنواع خطيرة من الأمراض والأوبئة وحالات صعبة إنسانياً مما يهدد بانهيار الجهاز وعدم قدرته على القيام بمهامه، وطالب الحراري بنقل المهاجرين إلى بلد ثالث لمعالجة أوضاعهم.
وأشار الحراري إلى ضعف برامج الاتحاد الأوروبي المتعلقة بتأمين الحدود الليبية وتعزيز قدرات الأجهزة الليبية على مكافحة أنشطة تهريب البشر، موضحاً أن بعثة الإتحاد الأوروبي لدعم الحدود الليبية (اليوبام) لم تقدم شيئاً ملموساً يتناسب مع حجم التحديات، كما أن الميزانيات التي يخصصها الاتحاد الأوروبي لبرامجه لمعالجة ازمة الهجرة صغيرة ولا تتناسب مع أهداف تلك البرامج.
وشدد الحراري على أنه في الوقت الذي تطالب فيه ليبيا الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته تدرك أهمية العمل مع دول الاتحاد باعتبار أن أزمة الهجرة تواجه ليبيا والاتحاد الأوروبي معاً، وتؤكد على أهمية تعزيز التنسيق المُشترك.
وجدد الحراري دعوة لجنة الشؤون الداخلية من أجل تنظيم اللقاءات والزيارات المتبادلة على مستوى البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية في أقرب فرصة من أجل التوصل لتفاهمات متبادلة، ووضع الأرضية المشتركة للتعاون الفعال بين الجانبين.