لقاءات الأضداد الليبيين في الداخل والخارج حملت رسائل عدة اختلفت قراءاتها وتعددت بعدما اجتمع خلال الأسابيع الماضية عددا من الأطراف الليبية التي عرفت بخلافاتها وبعضها خاض حروبا مسلحة ضد البعض الآخر.

في بنغازي التقى قائد الجيش خليفة حفتر كمرشح للانتخابات الرئاسية مع المرشحين وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق كما التقى في سرت قائد الجيش المكلف عبد الرزاق الناظوري مع رئيس الأركان في المنطقة الغربية المعين من حكومة الوفاق السابقة محمد الحداد وفي المغرب التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع رئيس مجلس الدولة خالد المشري.

رأب الصدع

لقاءات الأطراف السياسية حدث كان له قراءات متعددة حيث رأى عضو مجلس النواب صالح افحيمه أن اللقاءات بين الأقطاب السياسية المختلفة في ليبيا وإن تأخرت فإنها خطوة في الاتجاه الصحيح وبداية لرأب الصدع بين مختلف الأطراف

وبين افحيمة في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن الخطوات التي تحققت في السابق كانت نتاج ضغوطات دولية ابتداء من اتفاق الصخيرات ثم مؤتمرات باريس أو جنيف أو باليرمو مضيفا الآن أعتقد أن التقارب جاء بإرادة ليبية وبالتالي سيكون له آثار أفضل من نتائج الملتقيات الدولية السابقة .

وشدد على أن لقاءات الأطراف الليبية بحاجة للدعم الدولي وعدم السعي لعرقلتها سواء من الأطراف المحلية أو الدول الداعمة لأحد الأطراف أو المستفيدة من الفوضى في ليبيا لأن أي محاولة للوقوف أمام المساعي المحلية الهشة لرأب الصدع ربما يقوض كل أهدافها ويجعل منها قفزات في الظلام وتنتهي كما انتهت كل المحاولات الدولية في السابق.

تقاسم السلطة

إلا أن الرئيس السابق للهيئة العامة للإعلام والثقافة والمجتمع المدني بالحكومة الليبية المؤقتة خالد نجم كان له رأي مختلف حيث أكد أن اللقاءات بين الأقطاب السياسية المختلفة في ليبيا تهدف لتبادل الأدوار وتقاسم السلطة.

وقال نجم في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن لقاءات الأطراف المختلفة والمتناقضة تهدف لتبادل الأدوار وإعادة إنتاج أنفسهم وتقاسم السلطة بعيدا عن رغبة الليبين في إجراء انتخابات تحقق لهم إردتهم في اختيار من يقود البلاد في الانتخابات الرئاسية ومن يمثلهم في الانتخابات البرلمانية.

وهذا الرأي توافق أيضا مع ما طرحه تقرير أميركي لمعهد كارنيغي للسلام في الشرق الأوسط والذي أكد أن التغيرات التي طرأت على المشهد الليبي خلال الفترة الأخيرة بخصوص اللقاءات بين عدة أطراف ليبية متضادة هي محاولات لتقسيم غنائم، مقللاً من احتمالية أن تكون مساعي لوضع أسس تسوية دائمة قائمة على المؤسسات.