بحث المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، مع سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة المغربية نيكولاي هاريس، آفاق التعاون المشترك بين الإيسيسكو والدنمارك في التربية والعلوم والثقافة.
وشرح المالك خلال اللقاء الذي جرى امس الثلاثاء بمقر المنظمة في الرباط، حسب بيان للمنظمة، أبرز عناصر التطوير والتحديث الذي شهدته الإيسيسكو، في ظل رؤيتها واستراتيجية عملها الجديدة، التي تتبنى المزيد من التواصل والانفتاح، ليس مع دولها الأعضاء فقط، ولكن مع الدول غير الأعضاء أيضا، ومع المنظمات والهيئات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بمجالات عملها، وعقد الشراكات والتعاون لفائدة الدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة حول العالم.
وأشار حسب ذات المصدر، إلى أن الإيسيسكو وضعت ميثاقا جديدا للدول المراقبة، يتيح لجميع دول العالم غير الأعضاء الانضمام لعضوية الإيسيسكو بصفة مراقب، وأن هذه العضوية تمنح الدول الحق في المشاركة بجميع نشاطات وبرامج المنظمة، وعقد الاتفاقيات والشراكات وتبادل الخبرات من خلالها مع دول العالم الإسلامي، داعيا الدنمارك إلى الانضمام للإيسيسكو بصفة مراقب.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو أبرز المبادرات والبرامج والأنشطة التي أطلقتها ونفذتها المنظمة خلال جائحة كوفيد 19، لمساعدة الدول على مواجهة الانعكاسات السلبية للجائحة، والدعم الذي قدمته لعدد من دولها الأعضاء، بالتعاون مع بعض الجهات المانحة، لضمان استمرارية العملية التعليمية عن بُعد، وتوفير مواد وأدوات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، وإنشاء معامل لإنتاج المطهرات بتكلفة منخفضة، وتدريب أفراد المجتمعات المحلية على تصنيعها. كما عقدت العديد من المؤتمرات الوزارية والمنتديات الدولية، خلال فترة الجائحة، وتميزت جميعها بحضور رفيع المستوى من رؤساء دول وشخصيات دولية مرموقة، وكان لها صدى كبيرا.
وقال إن الإيسيسكو أنشأت عددا من المراكز المتخصصة في الاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي، واللغة العربية للناطقين بغيرها، والتراث، والحوار والتنوع الثقافي، لتصبح الإيسيسكو منارة إشعاع حضاري، وتساهم في تحقيق عدد من الأهداف النبيلة، مثل ضمان الحق في تعليم شامل ومنصف للجميع، ودعم البحث العلمي والابتكار لصالح البشرية، والحفاظ على التراث الثقافي والحضاري، باعتباره أحد عوامل الحفاظ على الهوية، ودعم الحوار الثقافي لتحقيق السلام والتعايش بين الجميع.
وأضاف أن الدنمارك من الدول المتقدمة في التعليم والتدريب المهني، منوها إلى أن التعاون بين الجانبين في هذا المجال يمكن أن يساهم في تطوير المنظومات التعليمية في الدول الأعضاء بالإيسيسكو.
من جانبه أكد سفير الدنمارك في الرباط حرص بلاده على التعاون مع الإيسيسكو بمجالات عملها، في ظل رؤيتها واستراتيجية عملها الجديدة، مثمنا ما قدمته المنظمة من أعمال متميزة خلال جائحة كوفيد 19، واهتمامها الخاص بملف الحوار بين الثقافات، لتحقيق التعايش الذي يحتاج إليه العالم بشدة الآن.