دعا أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزائدي، جميع النخب ومن بينهم من وصفهم بـ "المشاركين في المؤامرة على ليبيا عن قصد ومع سابق إصرار"، أو "نتيجة فهم خاطئ وحسابات مشوشة"، بأن يتحلوا بالشجاعة وينظروا إلى الأمر كما هو وليس كما رُسم في خيالهم.
 
وقال الزائدي في رسالة وجهها إلى الكاتب عبدالمطلب الهوني، "بموضوعية، شكرا السيد عبدالمطلب الهوني، فما أحوجنا الى أن نناقش آمرنا بموضوعية وبعيدا عن التقييمات المسبقة، وسياسة التكفير والشيطنة التي أنتهجها مدبروا فبراير، فوقعوا في شراك شرها"، وتابع "يقول السيد عبدالمطلب الهوني، وأقتبس مما أطلعت عليه منسوبا له" -عندما حدثت إنتفاضة فبراير، كان خطأ النخب التي تصدت لملء الفراغ كارثيا، وأعترف بأنني من المساهمين في هذه الكارثة كنا نعتقد أن آلية استبدال نظام بنظام آخر مهمة سهلة وتلقائية، كانت الثقة في الغرب ثقة طفولية ساذجة في الاعتقاد بأنه سوف يساعدنا في قيام الدولة الجديدة بعد مساهمته في تدمير النظام القديم، متناسين ما حدث في أفغانستان والعراق، ولم نكن نعلم أنهم قدموا بأساطيلهم وترساناتهم الحربية لتصفية الحساب مع معمر القذافي ولم يكن لهم هدف آخر ولم يفكروا في مصير الشعب المسكين بعد تحقق هذه النتيجة- انتهى الاقتباس،  وبموضوعية لا الهوني غبيا وجاهلا لتنطلي عليه خدعة الغرب الذي  تربى وترعرع عندهم، ولا الأجندات الغربية في المنطقة كانت سرية وغير معلومة حتى لعامة الناس، بل كانت مشاريع معلومة ومعلنة، سُخرت لها منذ التسعينات ماكنات إعلامية للترويج لها فكانت خططته لما بعد إسقاط الأنظمة الوطنية محددة، تقوم على إبقاء الفوضى لقطع الطريق على محاولات إعادة بناء أنظمة وطنية تقدمية، وجئ بأسماء من الأرصفة  لتولي ادارة الدول، باعة البيتسا وموزعي الصحف في الطرقات وغاسيلي الصحون وناذلي الخمارات، وقُدموا على أنهم عباقرة أجيالهم، لا يشق لهم غبار في الدين والسياسة وفنون الحكم، سُخرت لهم الفضائات كمحللين في كل شئ ولأي شئ، فمن مجلس حكم العراق الى مجلس عبدالجليل الإنتقامي ، الى عشائرية لوياجيركا افغانستان".

وأضاف الزائدي، "القصة وما فيها إنه لم توجد معارضات عربية بالمعنى المفهوم للكلمة، فحركة الثورة العربية التي انطلقت في مصر ١٩٥٢ بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وروافدها في العراق وسوريا واليمن ولؤلؤة تاجها في الجزائر وفليسطن و قوتها الشابة في ليبيا ، كانت إنتصارا للمعارضة العربية الحقيقية، لتُخرج الأمة من الدكتاتورية الحقيقية " الإمامة في اليمن وملوك الانجليز في العراق وليبيا"  ومن الهيمنة الاستعمارية ومن الاحتلال المباشر ، من وقف ضدها هم قوة الثورة المضادة المرتبطة بالمستعمر، تلك بديهية تحاول النخب المحلقة في الأحلام تجاهلها والقفز عليها، فمن هم المعارضة الليبية والعراقية والسورية الخ ... هم في رائ صنفان لا ثالث لهما، الأول، من طبقة العملاء المرتبطين بالمستعمر مباشرة ومن خلفهم من ذريتهم ، ومنهم  ايضا بقايا العائلات المالكة وخدمهم حشمهم والموظفون الكبار الدائرين في فلكهم، والثاني، قوة حاقده شخصيا لاسباب عادة لا علاقة لها بمنطق المعارضة، منهم الحاقدون على جمال عبدالناصر وعلى معمر القذافي وعلى صدام حسين، وهولاء في والواقع أغلبهم  فئة من الصبيان الذين لا يجوز أن تطلق عليهم  تسمية معارضة، اضافة الى السماسرة بإسم الدين والمجرمون المتورطون في الاختلاسات، وتجار المنوعات الي آخر القائمة التي يعرفها الجميع ، والليبيون منهم، يعرفهم الليبيين أسماء وصفات، للأسف بعد نجاح مؤامرة الربيع العربي !! أنكشفت هذه الحقيقة للمغفلين فقط امّا للشعوب فكانت معلومة، فقاومتها بوعيها المتفوق على وعي من يدّعون أنهم نخبها، والدليل فشل المشروع في تحقيق أهدافه عدا إسقاط الأنطمة التقدمية، وإستمرار حالة المقاومة الشاملة له، السؤال الذي أطرحه في هذا السياق، هل يمكن لمعارضات هذا شكلها وموضوعها أن تحمل مشاريع وطنية ايا كانت تفاهتها ؟؟ الواقع بين ذلك بكل وضوح !! وهذا يفسر كيف تحول الماركسيون العرب من هذه الدول الى يمنيين متطرفين ، بل ساعدوا ماديا الإمبريالية في تحقيق أهدافها في الوطن العربي !! و يفسر ايضا. التحالف الغريب بين المتطرفين باسم الدين والماركسيين ومن يدعون أنهم ليبراليين ، وأصحاب الأطروحات العنصرية الذين يعملون على تفتيث الأمة  بإسم الدفاع عن حقوق الاقليات، لكن كلمة حق لا بد أن تقال، حول ما تحلى به السيد الهوني من شجاعة ليكتب في الموضوع ويتناوله على حقيقته ولم يساير طوابير التبريريين، الذين لم تعيد لهم  الصفعات التي تلقوها وعيهم المفقود". 

وقال الزائدي في ختام رسالته، "أنا ادعوا كل النخب التي شاركت في المؤامرة عن قصد ومع سابق اصرار، أو نتيجة فهم  خاطئ وحسابات مشوشة، أن يتحلوا بالشجاعة وينظروا إلى الأمر كما هو وليس كما رُسم في خيالهم، هذه بلادنا تُدمر فوق رؤوسنا جميعا، فدعوا عنكم العناد والمكابرة فولله ستؤكلون جميعا يوم أكل الثور الأبيض".