يبدو ان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فشل في وضع حد للازمة المستعصية في حزب الحراك الشبابي من اجل الوطن وفي تجديد المأمورية لرئيسته النائب لاله منت الشريف التي التقاها في القصر الرئاسي قبل أيام في مسعى منه لوقف الخلاف وإعادة المياه إلي مجاريها الطبيعية بين الطرفين المتصارعين على قيادة الحزب لكن تدخل الرئيس فهم على انه جاء لصالح طرف منت الشريف ولفرضها من جديد على رئاسة الحزب الأمر الذي بدا جليا من خلال تماديها في تنظيم مؤتمر وطني قاطعته قواعد عريضة من الحزب وإعلان نفسها من جديد رئيسة له .
الجناح الرافض لمنت الشريف بادر هو الأخر بتنظيم مؤتمر وإعلان رئيس جديد للحزب .
هذه الوضعية زادت من تعقيد الأزمة إلي درجة أن المقر الرئيسي للحزب أصبح محل تنازع بين طرفين يدعى كلمنهما الشرعية مما دفع وزارة الداخلية إلي إغلاقه بشكل نهائي.
ويرى بعض المراقبين ان تدخل الحكومة الموريتانية لم يكن حكيما في الموضوع بل انه جاء عكس خيارات الهيئات الحزبية ولإحداث انقلاب داخلي في الحراك لا يستند لأي شرعية او منطق حيث يقول هؤلاء ان الهيئات الحزبية كلها تقريبا في الصف الأخر بما فيها ضامني الحزب لدى وزارة الداخلية ومكتبه التنفيذي وعمده ال16 إضافة إلي نوابه في البرلمان ما عدى منت الشريف نفسها.
يذكر أن حزب الحراك المتطور عن حزب العصر هو أول مشروع سياسي شبابي يشرف ولد عبد العزيز على إنشائه حيث أوعز إلي بعض قياداته في-وقت كانت رياح الربيع العربي تهب على نواكشوط وخاصة ساحة ابلوكات التي تحولت مسرح حقيقي لاحتجاجات شبابية مختلفة المشارب تدعو إلي إسقاط النظام- بتشكيل حزب شبابي لقطع الطريق على شباب "ابلوكات" أولا ولكسب ود الشباب الموريتاني بصفة عامة من خلال رفع شعار إشراك الشباب وتجديد الطبقة السياسية وهو ما استجاب له مؤسسو الحزب الذين اختاروا له في البداية تسمية "العصر" رغم ما تشير إليه هذه التسمية من عدم تنظيم وندية وحتى.
فوضوية ربما انتبه لها قادة الحزب الناشئ لا حقا فاختاروا اسما لم يكن اكثر تفاؤلا من الأول فكان اختيار "الحراك" الذي مازال مستمرا وربما يتواصل حتى يقضى على كيان أول حزب شبابي بموريتانيا.