تشتهر على مستوى ليبيا والعالم العربي شخصية الشهيد عمر المختار أنه يُلقب بأسد الصحراء أو شيخ الشهداء وشيخ المجاهدين بالإضافة إلى موطن ولادته بإقليم البطنان في أقصى شمال شرق ليبيا ببلدة بئر الأشهب شرقي مدينة طبرق بحوالي 70 كيلو متر عام 1858 ميلادية.

ولكن من ناحية خاصة لا يعرف كثيرين على ماذا تعود أصل تسميته باللقب المشهور به وهو أسد الصحراء، فهو لقب له قصة واقعية غريبة من نوعها حدثت في فترة تواجده بزاوية الجغبوب جنوب شرق مدينة طبرق حيث كان يكمل دراسته وتعاليمه الإسلامية فيها، حيث قرَّر آن ذاك الشيخ محمد المهدي السنوسي أخذ المختار معه سنة 1895 ميلادية برحلته من الجغبوب إلى الكفرة في جنوب شرق الصحراء الليبية، وبعد ذلك بفترة اصطحبه إلى منطقة قرو في غرب السودان، وعيَّنه هناك شيخاً لزاوية عين كلك.

وبعد تلك الرحلة روى أن المختار كان في الطريق إلى السودان وبينما كانت تعبر قافلته الصحراء أشار أحد المرافقين معه إلى وجود أسد مفترس بالجوار، واقترح تقديم إحدى الإبل كفدية لاتّقاء شره، إلا أن عمر المختار رفض ذلك وقال، إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد أُبطلت، فكيف يصحّ أن نعيدها لحيوان كهذا فتلك والله علامة ذلٍّ وهوان، والله إن خرج علينا لندفعه بسلاحنا، ثم خرج الأسد مهاجماً لهم فذهب إليه  المختار وقتله، وسلخ جلده وعلَّقه لتراه القوافل الأخرى التي تمر من المكان فعندها لقب بأسد الصحراء.

يشار إلى أن هذه الحادثة قد وقعت قبيل فترة الاحتلال الإيطالي الفاشي لليبيا بما يقارب الخمسة عشر سنة.