علمت صحيفة The Telegraphأن عناصر ميليشيات ليبية جُرِحوا في معركة إنهاء قبضة داعش على بلادهم سيتم نقلهم جوا لتلقي العلاج في مستشفيات بريطانية.

ويجري “داوننج ستريت” (مقر رئاسة الوزراء البريطاني ) محادثات مع طرابلس لتقديم أسِرَّة طوارئ لجرحى ميليشيات في مستشفى القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص، حيث يمكنهم الحصول على الرعاية المتخصصة. وقد أكدت مصادر الحكومة البريطانية أن عرض الرعاية الصحية في المستشفيات تجري مناقشته، ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.

وقد ترددت أنباء الخطة المقترحة بعد انتقادات وجهها نائب رئيس حكومة الوفاق إلى دول أوروبية لعدم تقديمها عروضا مماثلة. وقال أحمد معيتيق الرجل الثاني في قيادة حكومة الوحدة التي تشكلت حديثا في طرابلس إنه ينبغي أن تساعد أيضا الدول الأوروبية في تحمل العبء بما أنها ستستفيد من إزالة تهديد داعش في الضفة الجنوبية للمتوسط.

وحتى الآن، تعتبر إيطاليا البلد الوحيد الذي نقل جوا مقاتلين ليبيين جرحى إلى إيطاليا، حيث نقلت 14 منهم إلى مستشفى عسكري في روما في وقت سابق من هذا الشهر.وقال السيد معيتيق لصحيفة Telegraph: "نود أن نرى المزيد من أصدقائنا وحلفائنا في أوروبا يقدمون لنا المساعدة"، موضحا بأن "إيطاليا تفعل ذلك، ونود أن تفعل الدول الأخرى الشيء نفسه."

السيد معيتيق ، وهو رجل أعمال من مدينة مصراتة، تولى منصبه الشهر الماضي، عندما تم تعيين حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بعد نحو عامين من العداء بين الفصائل. وتتمثل مهمة الحكومة الرئيسية الآن في حشد الميليشيات المختلفة في ليبيا من أجل إنهاء سيطرة داعش على سرت ، معقل معمر القذافي سابقا، والتي سقطت في قبضة المجموعة الإرهابية العام الماضي.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، بدأت الميليشيات المتحالفة مع الحكومة الجديدة في محاصرة المدينة من الشرق والغرب، مدعومة بمساعدة سرية من بريطانيا وفرنسا وقوات أميركية خاصة.

حتى "المناوشات الافتتاحية" خلفت أكثر من 30 قتيلا ومئات الجرحى، وربما تكون هناك أشهر من الخسائر الفادحة في المستقبل مع محاولة طرد ما يصل إلى 6000 من مقاتلي داعش المتجذرين في المدينة. أما المستشفيات التي دمرتها الحرب في البلاد فقدت تحملت بالفعل أكثر من طاقتها، وهناك مخاوف من أن تُستنفد المستشفيات العسكرية البريطانية والإيطالية ه الأخرى بسهولة ما لم تقف دول أوروبية أخرى بجانبها.

ويُنتظر أن يستفيد المقاتلون الذين تعتبر إصاباتهم خطيرة جدا ، بحيث لا يمكن معالجتها في المستشفيات الليبية ، من عملية النقل الجوي إلى الخارج للعلاج. ولكن بالنظر إلى أن الكثير من المستشفيات الليبية تحتاج بالفعل إلى جراحين ذوي كفاءة عالية ، بل وتفتقر حتى إلى المواد الأساسية مثل التخدير، فإن عدد الجرحى الذين تنطبق عليهم المعايير يمكن أن يكون كبيرا.

يوم الأربعاء الماضي، قتل 26 من المقاتلين الليبيين المتحالفين مع الحكومة الجديدة وأصيب العشرات بجروح عندما هاجمت شاحنة مفخخة ضخمة لداعش مواقعهم الأمامية في بلدة أبوغرين، على بعد مئة ميلا إلى الغرب من سرت. وقال السيد معيتيق إنه لم تكن هناك أي عروض للمساعدة .

"في الأسبوع الماضي كان لدينا هجوم خطير جدا على قواتنا، ولم نجد أي مساعدة لجرحانا ، إن الدولة الوحيدة التي تساعد بهذا الخصوص حتى الآن هي إيطاليا. ونحن نوجه هذا الطلب إلى جميع حلفائنا، وأحيانا مع طلبات من هذا القبيل لا يمكن أن تنتظر."

وقالت مصادر دبلوماسية للصحيفة إن الحكومة الليبية كانت في محادثات الأسبوع الماضي لترتيب تقديم بريطانيا الرعاية الاستعجالية في قاعدتها العسكرية في قبرص، والتي هي خاضعة للسيادة البريطانية.

ومن المعلوم أنه تم اختيار قبرص لأنها جسر جوي أقصر بكثير من نقل الجرحى إلى المملكة المتحدة نفسها. يذكر أن كلا من بريطانيا وإيطاليا، وهي القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، عرضتا تدريب القوات الليبية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "إن المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين حول أفضل السبل لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية الجديدة . لكن ، لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد، ومن السابق لأوانه الحديث عن الشكل الذي سيبدو عليه هذا الدعم".