أعلن وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، الأسبوع الماضي، قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهما الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية". وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، والحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994. وللوقوف على تطورات الأزمة الجزائرية- المغربية كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع المؤرخ الجزائري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة وهران رابح لونيسي. وإلى نص الحوار: 


-المغرب ينظر إلى الجزائر كمعرقلة لمشروعها التوسعي في المنطقة.

-ما يقال في العلن ليس هو ما يطبخ في السر، فالكثير من الدول تود لو تسوء الأوضاع بين الدولتين.

-السلم والتعاون وتحقيق الاتحاد المغاربي سيعود بالخير على كل شعوب المنطقة.

-الجزائر والمغرب تعلمان جيدا أنه من السهل إشعال حرب، لكن من الصعب إيقافه.


كيف تحلل تطورات الأزمة بين الجزائر والمغرب؟

لا يمكن فهم العلاقات الجزائرية-المغربية وتطوراتها إلا في إطار عدة عوامل تتحكم فيها منذ فترة طويلة، ويأتي على رأسها ترويج المغرب لما تعتبره "استعادة الحدود التاريخية للمغرب الأقصى"، وهي فكرة وضعها علال الفاسي في 1956 وتقول أن للمغرب الأقصى حدودا تمتد إلى سانت لوي في السنغال، وتضم أجزاء من الغرب والجنوب الغربي الجزائري وكذلك موريتانيا والصحراء الغربية وجزء من المالي، وهي تدعي أن هذه الأراضي قد وصلها السلطان المغربي مولاي سماعيل في القرن الـ 18، وأن الكثير من القبائل قد بايعته، وهو ما يعني أن هناك نية توسعية مغربية في المنطقة تحت هذا الادعاء، ولو تتبعنا هذا المنطق لأشتعل العالم كله حروب، ولقالت الجزائر أيضا أن لها حق في أجزاء من الأراضي المغربية والتونسية لأن في فترة من فترات التاريخ تم التوسع في هذه الأراضي، وكي تتجنب أفريقيا كل هذه الصراعات الحدودية أقرت منظمة الوحدة الأفريقية في 1963 مبدأ هام جدا وهو "احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار" في الذي لا تعترف به المغرب، بل كل ما أستقلت دولة في المنطقة حاولت التوسع فيها تحت غطاء "استعادة الحدود التاريخية للمغرب الأقصى"، فرفضت الاعتراف بموريتانيا عند استقلالها، ولم تضطر إلى ذلك إلا بضغط من الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، كما اعتدت على الجزائر في 1963 تحت نفس الغطاء، واستشهد أكثر من 850 جزائري فيما يسمى بحرب الرمال، كما قسمت الصحراء الغربية مع موريتانيا بعد انسحاب إسبانيا في 1975، فقام المغرب بما يسميه "المسيرة الخضراء"، فلب المشكلة كله يتلخص في هذه الادعاءات المغربية، فلنتصور لو سلم للمغرب بمطلبها في الصحراء الغربية، فمعناه ستطالب بأراضي أخرى تدعي أنها تدخل في إطار ما تعتبرها "حدودها التاريخية"، فهو ما سيهدد السلم في المنطقة، ويدخلها في حروب لن يستفيد منها إلا تجار الأسلحة، كما ستحول المنطقة كلها إلى خراب ودمار، فالمغرب ينظر إلى الجزائر كمعرقلة لمشروعها التوسعي هذا في المنطقة، وبالتالي يجب إضعافها بكل الوسائل والأساليب، ولهذا نعتقد انه لا يمكن لنا فهم تطورات الأزمة إلا في هذا الإطار.


ما أسباب تصاعد حدة الأزمة أو الخلاف إلى هذا الحد؟

طبعا شرحت لك آنفا العامل الرئيسي في تأزم العلاقات الجزائرية – المغربية منذ عقود، لكن ازدادت تأزما في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، فمنذ سنوات تتعرض الجزائر لاستفزازات مغربية، بل هناك حرب إلكترونية أو ما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس تشن ضد الجزائر منذ سنوات على يدي كل من المغرب والكيان الصهيوني وممكن دول أخرى، يجب أن نعلم أن هناك مخطط "مغربي- صهيوني" لتضخيم الماك في منطقة القبائل، وينفذ من البعض عن وعي أو دون وعي، فأي تحريض إعلامي ضد سكان المنطقة هدفها هو تضخيم الماك، لأنه لكل فعل له رد فعل، ويلاحظ أن هناك توظيف للفضاء الأزرق، ومنها صفحات تويتر والفايسبوك التي تؤجج الكراهية بين الجزائريين بتحريض بعضهم ضد بعض، وقد كان وراء هذا التأجيج أياد صهيونية ومغربية، وهدف النظام المغربي من كل هذا هو تضخيم الماك المرفوض جملة من سكان المنطقة، فهذا التحريض المنظم بإحكام منذ فترة هدفه تقوية الماك وتضخيمه، مما سيخلق مشكلة للجزائر ثم القيام بما يسمى ب "دبلوماسية الربط"، أي ربط منطقة القبائل بالصحراء الغربية، لكن لا توجد أي مقارنة بينهما، فمنطقة القبائل كانت دائما جزء لا يتجزأ من الجزائر عبر كل تاريخها الطويل، وأعطى أبناءها النفس والنفيس من أجل الجزائر سواء من أجل تحريرها من الاستعمار أو أثناء عملية البناء على عكس الصحراء الغربية التي هي قضية تصفية استعمار، فمنطقة القبائل يمكن مقارنتها بالريف في المغرب الأقصى أو أي منطقة أخرى.

فقد كان الكيان الصهيوني والمغرب وراء ما عرفته الجزائر في السنوات الأخيرة من محاولات لترويج الكراهية فيما بينهم، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن في الواقع لا نجد وجود لهذه الظاهرة، والدليل هذا التضامن الشعبي الكبير في الحرائق الأخيرة مما يدل أن الشعور بالمصير المشترك ينبض بقوة بين أبناء الشعب الجزائري رغم كل محاولات الأعداء لضرب وحدته منذ سنوات، خاصة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، فالجزائريون متعايشون مهما كانت مناطقهم وألسنتهم وثقافاتهم، لكن يجب أن نضع في الأذهان أن كرة الثلج تبدأ صغيرة ثم تكبر، فيمكن أن تكون لهذه المواقع تأثير سلبي على المجتمع، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ما لا يحمد عقباه إذا لم يواجه بحزم شديد وتطبيق صارم للقانون ضد كل من تسول له يده في الترويج للكراهية والعنصرية والجهوية بين الجزائريين مهما كان وضعه، فقد دخل العالم اليوم إلى الجيل الرابع والخامس للحروب، والمتمثلة في حرب إلكترونية تحطم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي مجتمع بأكمله من الداخل بتحريض مكوناته بعضها ضد بعض، فتتحطم الدولة دون أن يخسر العدو جنديا واحد، ولن تتعدى خسارته عند أقصى حد مجموعة من أجهزة الإعلام الآلي وأجور عدد محدود من المدونين لا غير، ويسمونهم عسكريا جنود الإعلام الآلي، فالكثير من الجيوش اليوم عندها تشكيلات عسكرية تتشكل من هذا النوع من الجنود

كما أن التحريات قد أثبتت أن للمغرب الأقصى يد في الحرائق الأخيرة عن طريق منظمات إرهابية هي الماك الانفصالية وحركة رشاد التي هي امتداد لحزب الفيس المنحل الذي كان وراء إرهاب التسعينيات، والذي لقي دعما غير مباشر من المغرب آنذاك لإضعاف الجزائر، ويبدو أن الجزائر قد علمت أن المغرب يقوم بتدريب جماعات إرهابية متكونة من عناصر من الماك ورشاد وإرسالها إلى الجزائر للقيام بأعمال تخريبية، ويدخل هذا كله في إطار مخطط واسع ضد الجزائر ووحدتها له خيوط وعلاقة حتى مع ما يحدث على الحدود الجزائرية الملتهبة بفعل تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا وشمال المالي، وممكن تونس مستقبلا، وترى المغرب ذلك فرصة لزيادة الضغط على الجزائر والدفع إلى فوضى داخلية تضعف الجزائر، وتبعدها عن أي دور اقليمي، مما سيسمح للمغرب بتحقيق مشروعها المسمى بـ "استعادة الحدود التاريخية للمغرب الأقصى"، فهي لم تطبع مع الكيان الصهيوني إلا رغبة في تحقيق دعم دولي لهذا المشروع، كما تروج المغرب منذ سنوات بأن الجزائر حليفة لإيران، وقد صرح وزير خارجيتها عدة مرات بأن عناصر من حزب الله يتدربون في الجزائر، وكأن هذا الحزب ليس له مكان آخر للتدرب إلا في الجزائر، وهو الذي يلقى دعما سوريا وإيرانيا، لكن الهدف المغربي من كل هذه الأكاذيب هو إدخال الجزائر ضمن محور إيران كي تضرب حتى هي في حالة اندلاع حرب ضد إيران من دول غربية وعربية والكيان الصهيوني.


ما تأثيرات قطع العلاقات بين البلدين على منطقة المغرب العربي ككل؟

طبعا نحن نعرف كلنا أن الاتحاد المغاربي قد عطل وجمد بسبب هذه العلاقات المتوترة بين البلدين، برغم أن الجزائر كانت دائما حريصة على تفعيل الإتحاد المغاربي وعدم ربط قضية الصحراء الغربية به، لكن يبدو أن المغرب الأقصى يمارس سياسة ودبلوماسية الربط، وهو ما يعرقل أي تعاون مغاربي، فنحن نتذكر كلنا كيف أفشل المغرب محاولات منصف المرزوقي في 2013 لتفعيل الاتحاد المغاربي، يبدو أن المغرب لا تؤمن بهذا الاتحاد إطلاقا، فهي تولي وجهتها إلى دول خليجية والكيان الصهيوني، فإدخال هذا الكيان إلى المنطقة المغاربية، ستكون له عواقب وخيمة حتى على المغرب ذاته الذي سيندم كثيرا عن فعلته هذه، بل حتى النظام في المغرب سيضعف كثيرا بفعل هذا التطبيع، وسيفقد شعبيته كثيرا بسبب ذلك، فقد أدخل المغرب الثعبان إلى البيت المغاربية معتقدا أن الجزائر وحدها هي التي ستتضرر من ذلك، وهي مخطئة تماما، فإن المنطقة كلها ستتضرر.


هل هناك شروط جزائرية لعودة العلاقات مع المغرب؟

نعتقد أن هذه الشروط قد أوردها بوضوح وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، وهي ليست شروط تستحيل على المغرب تنفيذها، نعتقد أنه على المغرب أن يكف عن سياسته التوسعية وعن هذا المشروع الذي وضعه علال الفاسي في 1956 والمسمى بـ"استعادة الحدود التاريخية للمغرب الأقصى"، وتلتزم بالقرارات الأممية والدولية، ومنها مبدأ الاتحاد الإفريقي "احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار" واعتبار قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار كما حددتها هيئة الأمم المتحدة منذ 1966، وتلتزم بقراراتها، فلتكف المغرب على اعتبار أن هذه القضية هي مسألة جزائرية - مغربية، وهو غير صحيح، كما على المغرب ان يكف على استفزازاته للجزائر ومحاولاته ضرب وحدتها بتشجيع منظمات إرهابية وانفصالية.


كيف تابعتم ردود الفعل الدولية على قرار قطع العلاقات؟

إن ما يقال في الظاهر والعلن ليس هو ما يطبخ في السر، صحيح هناك تأسف على وصول الوضع إلى هذا الحد من أغلب الدول، لكن الحقيقة غير ذلك، فبود الكثير من هذه الدول لو تسوء الأوضاع والعلاقات أكثر بين الدولتين، خاصة الكيان الصهيوني ودول خليجية أصبحت حليفة لهذا الكيان، فقطع العلاقات وتدهورها سيسمح لهذا الكيان والخليجيين في جعل المغرب ألعوبة في أيديهم، فيرتمي أكثر في أحضانهم في إطار مشروع قديم، وهو ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجديد الذي سيخدم الكيان الصهيوني،  فهذا المشروع يستهدف في ظاهره كما تحدث عنه شمعون بيريز في كتابه الشهير "الشرق الأوسط الجديد" إقامة تعاون اقتصادي في المنطقة بين كل دول الشرق الأوسط، ومنها الكيان الصهيوني، وهو ما عبر عنه الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بـ"تعاون العبقرية اليهودية مع المال العربي"، لكن يستهدف هذا المشروع في الحقيقة فرض سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة بطريقة ناعمة جدا، وبتعبير آخر إعادة تكرار التقسيم الدولي للعمل الذي فرضه الاستعمار في القرن الـ19 على شعوبنا حيث فرضت عليها مهمة تصدير المواد الأولية للبلدان المصنعة ثم تعيدها إلى أسواقنا المفتوحة لها كمواد مصنعة بأسعار عالية جدا، وهو التقسيم الذي أبقانا في تخلف إلى اليوم وعدم قدرة دولنا من التحرر اقتصاديا ومن التبعية لهذه المواد الأولية، وعلى رأسها الطاقة التي تنتجها، لكن تتحكم في أسعارها الرأسمالية العالمية.

فإن كان هذا يتم على الصعيد الدولي، حيث نجد بأن كل دولة من دول منطقتنا تابعة لمركز رأسمالي محدد، فمثلا الدول المغاربية تابعة لفرنسا ودول أخرى لبريطانيا وأخرى للولايات المتحدة الأمريكية، لكن مشروع الشرق الأوسط الجديد وشمال أفريقيا سيجعل كل دول المنطقة تابعة للكيان الصهيوني الذي يمتلك التكنولوجيا بسبب الدعم الغربي له، وسيستفيد اقتصاده حسب المشروع من المال العربي، خاصة الخليجي منه، وأيضا من اليد العاملة الرخيصة في المنطقة التي ستتوجه للعمل في مصانع الكيان الصهيوني الممولة بالمال الخليجي مقابل فتح دول المنطقة أسواقها للمنتجات الصناعية لهذا الكيان، وبتعبير آخر هو سيطرة هذا الكيان على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيعوض بذلك السيطرة الرأسمالية السابقة الممثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهو ما يعني في الأخير إعادة بناء النظام العالمي الرأسمالي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن بسيطرة تامة للكيان الصهيوني.

لكن ما خفي على الكثير هو أن هذا المشروع يتطلب دول ضعيفة جدا وصغيرة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يستدعي تفتيتها إلى دول طائفية في الشرق الأوسط وعلى أساس أوهام عرقية في شمال أفريقيا، فتتشكل دويلات صغيرة متصارعة فيما بينها وخاضعة كلها للكيان الصهيوني القوي، هذا ما يفسر لنا صعود الخطاب الديني الطائفي والعرقي القوي جدا في المنطقة، فالكثير من الحركات الدينية والقومية الشوفينية تخدم هذا المشروع دون ما تعي ذلك، فأي دولة دينية في بلد متعدد الطوائف، سيؤدي حتما إلى تفتيته بسبب رد فعل طائفي مقابل.


برأيك.. كيف يمكن الوصول إلى تسوية تنهي هذا التوتر؟

نعتقد أن المسألة هي في ملعب المغرب الأقصى، فالجزائر لم تعتد على أي أحد، بل تتعرض يوميا لاستفزازات مغربية في إطار مخطط شامل لإضعافها، وتدخل فيها أطراف لا تريد الخير لدول المنطقة، ومنها الكيان الصهيوني، فعلى المغرب أن يدرك، ويعي أن سياساته وتحالفاته ومحاولاته ضرب الجزائر سينقلب عليه بشكل كبير، فنعتقد أن بداية الحل هو إقناع المغرب بأخطاء وسياسات ليست في صالحها، وهي الخاسر الأكبر فيها، فمن هنا يمكن التفاوض على كل شيء بين الدولتين من أجل السلم والتعاون وتحقيق الاتحاد المغاربي الذي سيعود بالخير الوفير على كل شعوب المنطقة.


أخيرا.. ما السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة؟

هناك من يعتقد بإمكانية اندلاع حرب بين الدولتين بعد تزايد حدة الخلاف مؤخرا، لكن لا نعتقد ذلك لأن الدولتين تعلمان جيدا أنه من السهل إشعال حرب، لكن من الصعب إيقافها، وأبوح لك بأمر لعل الكثير لم يسمع به، فبعد قيام المغرب بما يسميه بالمسيرة الخضراء اندلعت معركتين في 1975 وهما مغالا 1 ومغالا2، فالأولى خسرتها الجزائر والثانية خسرتها المغرب، فهاتف الملك الحسن الثاني الرئيس هواري بومدين راجيا منه أن لا يتعاركوا مجددا بالسلاح، وقال له هذا آخر اشتباك بيننا، فنحن الآن متعادلين واحد مقابل واحد، فهذا ما رواه بومدين للكثير من المقربين منه، كما قال الجنرال اوفقير أيضا بعد حرب الرمال 1963 بأنه لن يحاول إطلاقا الاشتباك مع الجيش الجزائري، فهو قوي جدا وله إرادة فولاذية، ولهذا فالمغرب يعرف جيدا بأن أي حرب مع الجزائر ستخسرها، أما الجزائر فهي تدافع فقط عن أراضيها، فلم تعتد يوما على أي بلد، ولهذا نعتقد أن الملك محمد الخامس قد وعى أقوال الحسن الثاني ومحمد أوفقير، لكن الخوف اليوم هو تأثير الكيان الصهيوني في صناعة القرار المغربي، لكن لا نعتقد أن يصل النظام في المغرب إلى درجة الاعتداء المسلح على الجزائر، ولهذا يمكن أن تهدأ المغرب من تحرشاتها ضد الجزائر بعد ما لاحظت مدى مساهمة تلك التحرشات في تزايد تلاحم الشعب الجزائري شعبا وسلطة وإدراكه للمخططات المحاكة ضد الجزائر، وهو ما سيفشل في الأخير حتى محاولات اعتماد المغرب على منظمات إرهابية كالماك ورشاد.