بعد مرور نحو 4 سنوات على رحيل  معمر القذافي ونظامه، لا تزال البلاد تدور في حلقة مفرغة من الفوضى والاقتتال والتناحر السياسي والتنافس على السلطة والثروة،  بدأ "القذاذفة"، الذين ينتمون لقبيلة القائد الليبي، يظهرون في ليبيا من جديد.

لوك ماثيو، الكاتب بصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، نشر مقالا له عن أنصار القذافي الذين ظهروا على الساحة من بعد أن تواروا عن المشهد السياسي الليبي منذ أن قتل القذافي، حيث خرج معظمهم من البلاد ليعيش في المنفى فيما اختفى عن المشهد الذين ظلوا في ليبيا.

وقال الكاتب: إن القذاذفة المتواجدون في ليبيا كانوا متوارين عن الأنظار لسنوات، ولكن منذ منتصف يوليو، ظهر دليل على عودتهم مرة أخرى للساحة.

وأضاف "أنصار القذافي رفعوا مؤخرا الأعلام الخضراء للجماهيرية، وذلك خلال مظاهرات في مدن بني الوليد وسبها وسرت وبنغازي، حيث ضمت هذه التجمعات كل مرة من بضع عشرات إلى بضع مئات من الأشخاص".

وقد تزامنت هذه المظاهرات مع الإعلان عن اتفاق أولي حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في منتصف الشهر الماضي، تحت إشراف الأمم المتحدة، يشير الكاتب.

فليبيا لديها الآن حكومتين وبرلمانين وجيشين في كل من طرابلس وطبرق، والثانية هي المعترف بها دوليا، وكل منهما يتقاتل من أجل فرض السيطرة على البلاد.

وفي تعليقها على عودة القذاذفة إلى الظهور، تقول فرجين كولومبيي، الباحثة في معهد جامعة فلورانس الإيطالية: إن هذا الاتفاق مع أنه يشكل خطوة مهمة، إلا أنه لن يحل القضية المتعلقة بالمقربين من القذافي، الذين استبعدوا منذ عام 2011، وهذا الأمر دفع بمجموعة منهم إلى التعبئة والتظاهر، إذ أنهم باتوا يخشون من أن يتم تهميشهم".

وأكدت أن أنصار القذافي غاضبون أيضا من الأحكام بالإعدام التي صدرت في حق سيف الإسلام معمر القذافي وثمانية آخرين من رموز النظام السابق من بينهم البغدادي المحمودي، الوزير الأول السابق، خاصة بعد أن استُنكرت الأحكام التي تصدرها محكمة طرابلس من قبل الأمم المتحدة، ومجلس أوروبا وعدة منظمات غير حكومية مشيرين إلى أنها غير عادلة.