عزز عضو مجلس النواب الليبي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس المهندس فتح الله السعيطي، من الخلافات القائمة بين وزير الداخلية الليبي عمر السنكي ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني، بعد قرار الثني إقالة السنكي من منصبه واعتراض الأخير عليه.
ويعتبر مجلس النواب أو البرلمان المنتخب هو أعلى سلطة دستورية وتشريعية حالياً في ليبيا التي ستحتفل الأسبوع المقبل بالذكرى الرابعة لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في الانتفاضة الشعبية التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) عام 2011.
وقال السعيطي في بيان نشره في ساعة متأخرة من مساء ليلة الأربعاء عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، إن السنكي منح الثقة بموجب قرار مجلس النواب، مشيراً إلى أن سحب الثقة منه أو من غيره من الوزراء من اختصاص مجلس النواب وكذلك تكليف بديل وللحكومة ترشيحه فقط.
وأضاف "بصفتي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب استلمت كتاباً من وزير الداخلية موجهاً لرئيس مجلس الوزراء وسنتخذ بشأنه إجراء عاجلاً".
وتابع" لازال الوزير يمارس مهامه ومجلس الوزراء يعمل معالجة هذه الإشكالية"، معلناً أنه سيكون لمجلس النواب موقف من ذلك، حسب 24.
لكن عبد الله الثني رئيس الحكومة التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي، تجاهل الجدل المثار حول قراره المفاجئ بإقالة وزير الداخلية من منصبه، ولم يتطرق إليه في الاجتماع الموسع الذي ترأسه أمس بمدينة البيضاء في شرق البلاد.
وخلا بيان أصدرته الحكومة عقب الاجتماع من أية شارة إلى مسألة إقالة وزير الداخلية وتكليف مدير أمن مدينة البيضاء بأن يحل محله إلى حين إشعار آخر.
وكان وزير الداخلية المقال قد أبدى في بيان رسمي استغرابه مما وصفه بـ" الإجراء المعدوم" قانوناً المتخذ من قبل رئيس الوزراء عبد الله الثني بتكليف ضابط آخر بتسيير أعمال الوزارة، معتبراً أن قرار الثني باطل ولا قيمة قانونية له. فالإيقاف عن العمل والإقالة من اختصاص مجلس النواب.
وأضاف "لازلت أمارس مهام عملي، وقدمت مذكرة للسيد رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء بالخصوص، وعلى الأخير معالجة آثار قراره بصفة عاجلة وأحمله المسؤولية القانونية والتاريخية التي ترتبت على هذا الإجراء وما قد ينتج عنه أمام الشعب الليبي".
يشار إلى أن السنكي الذي تولى منصبه في الثالث عشر من شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي في حكومة الثني، قد اتهم مؤخراً عسكريين تابعين للواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة العسكرية ضد المتطرفين في شرق البلاد لحفتر، بمحاولة منع طائرة الثني من الهبوط بمدينة بنغازي قبل نحو أسبوعين.
كما اتهم السنكي مقربين من اللواء حفتر بالتورط في عملية اختطاف حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الليبية الأسبوع قبل الماضي.
كما اعتبر أنه لا وجود لما يسمى بعملية الكرامة، لافتاً إلى أن قوات الجيش الوطني وليست الموالية لحفتر هي من تخوض المعارك العنيفة ضد المتطرفين في شرق البلاد.
وشكل الثني خلال العام الماضي والبرلمان المؤيد له تحالفاً مع حفتر، بعد أن اضطرت حكومته إلى الرحيل من طرابلس في أعقاب سيطرة ميلشيات ما يعرف باسم عملية فجر ليبيا المسلحة على العاصمة في شهر أغسطس (آب) الماضي.