حذر تقرير نشرته اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية من أن سلسلة الاغتيالات التي وقعت في مدينة بنغازي الليبية على مدار 24 ساعة جاءت لتسلط الضوء على أجواء التوتر التي تهيمن على المدينة الغارقة بالفعل في الدماء، وهو ما جاء ليثير مخاوف من أن تثير أعمال القتل هذه موجة أكثر حدة من العنف، في وقت تتعرض فيه البلاد لشبح التمزق والانهيار.

وأوردت الصحيفة عن سكان من بنغازي قولهم إنهم ذهلوا من سرعة ونطاق عمليات الاغتيال، التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 10 أشخاص في يوم الخميس الماضي حتى مساء أول أمس الجمعة، ومن بين من لاقوا حتفهم القائد السابق لسلاح الجو الليبي وأحد رجال الدين المسلمين البارزين وكذلك أحد الناشطين الشبان الذي يبلغ من العمر 18 عاماً.

وقال مصطفى سلاق وهو طبيب مقيم في بنغازي :" الأمر مثير للإحباط. فالناس الذين لاقوا حتفهم من كافة الأطياف. فقد توفي جنود، ناشطون ورجال دين. وهو ما أثار ذعر الناس هنا بشكل كبير".

ورغم عدم إعلان أي جهة عن مسؤوليتها بشأن ما حدث، إلا أن سكان محليون وناشطون أكدوا أنه من غير الواضح ما إن كانت سلسلة الاغتيالات هذه جزءً من هجوم منسق على شخصيات بارزة أم أنها سلسلة من جرائم القتل المتبادلة في مدينة تعاني من انعدام القانون.

ومضت واشنطن بوست تشير إلى فشل السلطات الليبية في إنشاء مؤسسات موثوق بها في أعقاب الثورة التي أطاحت بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مؤكدةً أن ذلك هو ما سمح لمجموعة من الجماعات المسلحة بالتنافس بغية فرض النفوذ في مراكز البلاد الحضرية. وهو ما اعتبره مراقبون بأنه النتاج الطبيعي لصراع السلطة الدائر حالياً في البلاد.