تعاني دول شمال افريقيا والمغرب العربي من تنامي تعاطي المواد المخدرة وازدهار تجارتها حيث تكافح السلطات الامنية التونسية تهريب هذه الافة عبر حدودها البرية الجنوبية المشتركة مع ليبيا .
و تقول الصحافة المصرية أن 80% من العقاقير المخدرة يتم تهريبها عن طريق الحدود الغربية مع ليبيا سواء عبر منفذ السلوم أو عبر الدروب البرية المجهولة عن طريق مهربين محترفين يستخدمون الجمال والحمير في عمليات التهريب ويقوم التجار بشرائها من ليبيا ومن بعد تنقل الى المستهلكين المصريين ومما يزيد من خطورتها هي ان المخدرات المصنعة في الصين والهند وبعض الدول الاخرى تكون رخيصة الثمن وبالتالي يزيد من انتشارها بين الفقراء والشباب.
بالإضافة الى ما تتناقله وسائل اعلام ليبية يوميا من اخبار تتعلق بالقاء القبض على كميات من المواد المخدرة المختلفة في عدد من المدن الليبية وهده المواد تتدخل البلاد عبر المنافذ البحرية وبكميات رهيبة وأرقام خيالية يفوق بكثير ما يمكن استهلاكه بين المتعاطين في ليبيا.
وتعتبر المواد التي تصل الى ليبيا اغلبها من النوع التجاري الردئ والذي يزيد من مضار استهلاكه ويصل بكميات رهيبة وفي حاويات احياناً تكون برفقة ادوية اخرى بغرض تمريرها على رجال الجمارك الذين يجدون صعوبة كبيرة في الوقوف في وجه هذه الافة الخطيرة التي تتعرض لها ليبيا من مافيا الادوية المهربة والغير مطابقة للشروط والمواصفات الصحية والمخدرات ويقول احد رجال الجارك ان ليبيا تعتبر نقطة عبور للمخدرات الى دول المنطقة التي بدورها تعاني من انتشارها بين ابناء البلدان المجاورة وتحاول جاهدة مكافحة تسربها الى اراضيها .
ونتيجة لحالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن الذي تشهده ليبيا بعد الانتفاضة سنة 2011 فقد ازداد عدد متعاطي هذه الحبوب ،و سببت في انتشار المخدرات في البلاد بكثافة وأصبحت تباع بكل حرية ولا توجد أي بيانات حاليا عن عدد المدمنين في ليبيا لكن المعروف هو أن تجارة المخدرات في ازدهار و
ومن بين المواد المخدرة التي تدخل البلاد نجد ان حبوب الهلوسة والمعروفة بالترامادول هي الاكثر استيرادا من بين المواد المخدرة وتليها مادة الحشيش وغالباً ما تكون بداية تعاطيه كمسكن للألم، وبعد فترة يتحول المريض إلى مدمن يحاول أن يتعاطى العقار بصورة دورية. ، وأن تعاطي هذا العقار لا يقتصر على فئة عمرية محددة، بل يتناوله أغلب متعاطي المواد المخدرة الأخرى كالحشيش بين الشباب والفتيات وطلبة المدارس والجامعات وهي الفئية العمرية الاكبر في تناول المخدرات ، ولم يقتصر تعاطي الترامادول على كونه مسكن فقط بل أصبح استخدامه بشكل وبائى لاعتقاد متعاطيه أنه يحل بعض المشاكل الجنسية رغم أنه يؤدى الى تلف اجهزة الجسم سواء الكبد والكلى والجهاز التناسلى . زيادة جرعة «الترامادول» تؤدى إلى الإصابة بالصرع، كما يسبب الإدمان وخطورته أشد من الهيروين،

كما ان من الاسباب الرئيسية لانتشار تعاطيه هو استخدامه كمسكن للالام والاصابات وخصوصا تلك الاصابات الناتجة عن الاسلحة النارية وفي جبهات القتال يقوم رفاق المصاب والقادة باعطائه الترامدول لتخفيف الالام الناتجة عن الاصابة ويستمر في تناولها الى مابعد اجراء العملية الجراحية وانتهاء علاجه ، لانه يتكون من مشتقات مواد أفيونيه مثل (المورفين والهيروين) التى تؤثر على العقل والتى يجب أن توصف فقط لعلاج الآلام الشديد التى ليس لها علاج آخر، مثل علاج السرطان وآلام العظام المزمنة.
يصعب ايجاد دراسة علمية تحلليلة يمكن الاعتماد عليها في بلد مثل ليبيا يشهد تفكك للدولة وغياب للمؤسسات الرسمية الفاعلة وهي تعيش في حالة من الفوضى المسلحة نتيجة للصراعت بين ابناء هذا البلد الذي كانت نتائج الاحصاء والتعداد لمواطنية تصنفه على انه مجتمع شبابي تقدر نسبة الشباب في تعداد سنة 2005 بنحو 60% من المجتمع هم شباب ، كم ان انعدام مراكز العلاج نتج عنه عدم وجود سجلات رسمية لعدد المتعاطين للمخدرات وارقام حقيقة يمكن الاعتماد على مخرجاتها .