تطرق الصحفي الإيطالي جيناندريا غاياني في مقال نشر السبت الماضي 7 يونيو 2014 على موقع الصحيفة الإيطالية الصولي 24 أوري - صحيفة يومية تهتم بالشأن السياسي والاقتصادي – إلى تزايد حدَة الاشتباك المسلح بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر و"الجماعات الإسلامية " إضافة إلى ما سمَاه الدور المصري في ظل هذه الأحداث.

واعتبر أن ليبيا تشهد تدهورا أمنيا هو الأشد خطورة منذ سقوط نظام معمر القذافي، كما أزم الانقسام السياسي داخل الحكومة والبرلمان الوضع أكثر.

أزمة

وأشار الصحفي الإيطالي إلى أن ليبيا قد تشهد حربا أهلية بين حلفاء الأمس من الثوار، الذين حاربوا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) سنة 2011 للإطاحة بنظام معمر القذافي، وهم "الإسلاميون " ضد "المعتدلين" والجيش، موضحا أن "الإخوان المسلمين " حاولوا فرض أحمد معيتيق رئيسا للوزراء، لكن المدعي العام أعلن عدم قانونية تعيين هذا الأخير وقد رفض رئيس الحكومة المستقيل، عبد الله الثني في أبريل الماضي بعد نجاته من محاولة اغتيال، تسليم السلطة في انتظار قرار المحكمة الدستورية العليا في ما يخص شرعية تنصيب معيتيق.

 وإضافة إلى هذه الفوضى المؤسسية، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يوم 16 مايو الماضي حربه ضد "الميليشيات الإسلامية المتطرفة " في بنغازي، ومناطق مختلفة من برقة مدعوما بوحدات من الجيش والشرطة التي انضمت إليه، وقد أطلق على هذه الحملة العسكرية اسم "عملية الكرامة ".

دعم

 ولفت  جيناندريا غاياني إلى وجود دعم مصري لقوات حفتر، موضحا أن ذلك ظهر جليا من خلال مساعدات تقنية تتمثل خاصة في تزويده بطائرات حربية  قصفت مواقع "تنظيم القاعدة "في بنغازي، كما أن لواشنطن والمملكة العربية السعودية يد وراء اندلاع هذه "الانتفاضة العسكرية " التي تهدف "للقضاء على "الإخوان المسلمين " ، الذين هيمنوا على الساحة السياسية في بلدان ما يسمى بالربيع العربي"، وفق تعبير كاتب المقال.

وبرأي غاياني، ما يؤكد انحدار البلاد بشكل سريع نحو الحرب الأهلية هو استقالة رئيس المخابرات الليبية سالم حاسي احتجاجا على محاولات تعيين معيتيق رئيسا للوزراء، ما يشير إلى التصدع الكبير داخل المؤسسات، في حين صعدت جماعة "أنصار الشريعة " المرتبطة بتنظيم "القاعدة " من تهديداتها ضد الأطراف الداعمة لحملة حفتر العسكرية، جاء ذلك في بيان ألقاه زعيمها محمد الزهاوي ، وخاصة ضد الولايات المتحدة.

توتر

 وأفاد كاتب المقال أن بيانا لـ"تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي" قد صدر في بداية يونيو يحث الليبيين على العمل معا "للقضاء على "رمز الخيانة والردة" خليفة حفتر وأنصار معمر القذافي المدعومين، وفق وصف البيان، من طرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمساعدة الأمريكيين وتمويل دول عربية، معلنا أن حفتر "يقود حربا ضد الإسلام تحت ذريعة محاربة الإرهاب."

وأضاف أن هذا البيان أعقبه تحذير المرشد الأعلى للإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي، في مقابلة مع صحيفة القدس العربي للواء المتقاعد خليفة حفتر من محاولة تكرار السيناريو المصري في ليبيا، بما أن السلاح في البلاد منتشر في كل بيت وكل شارع، و قال الكبتي إن حوالي 25 مليون قطعة سلاح منتشرة في ليبيا، مشيرا إلى خطورة السير على منوال عبد الفتاح السيسي.

 دوليا

 يذكر أن إيطاليا قد أبدت قلقها حيال إمكانية انفجار حرب أهلية في ليبيا، بسبب التأثيرات الخطيرة التي ستنجر عنها والتي ستضر بمصالحها الاقتصادية والأمنية، خاصة في ما يتعلق بمسألة إمدادات الطاقة وتفاقم أعداد المهاجرين غير الشرعيين القاصدين الشواطئ الإيطالية، ويبدو أنه لا روما  ولا دول حلف "الناتو" ولا الاتحاد الأوروبي تريد التورط في تدخل عسكري بهدف فرض الاستقرار في البلاد، فيما أرسلت الولايات المتحدة وحدة قتالية متكونة من 250 عنصرا من مشاة البحرية و 10 طائرات إلى قاعدة سيغونيلا بصقلية بهدف إجلاء مواطنيها من ليبيا في حال تفجَر الوضع هناك.

 وأضاف غاياني أنه من المرجح التنسيق بين مصر والجزائر بهدف القضاء على "ميليشيات القاعدة" التي تنشط خاصة على حدود بين البلدين وإزالة خطرها، وقد قال السيسي في السابق إن ليبيا أصبحت مرتعا "للجماعات المسلحة الإرهابية"، مؤكدا أنه لن يسمح بأن تكون قاعدة لعملياتها داخل مصر.

 وأشار كاتب المقال إلى أن السيسي يتوافق مع ليبيا، كما أن هناك دعوة لخليفة حفتر بالسير على منواله والقضاء على "الميليشيات المتطرفة"، ويرجَح إمكانية تدخل القوات العسكرية المصرية في برقة ، في الأثناء استبعد رئيس الوزراء الجزائري

 عبد المالك سلال إمكانية تدخل عسكري في ليبيا، نافيا أنباء عن مشاركة بلاده في بعثة مع الولايات المتحدة وفرنسا ضد قواعد "الإرهابيين" جنوب ليبيا.