دعت المنظمة الدولية للهجرة في بيان عاجل،كل المنظمات الدولية لإيجاد ملاذ امن للاجئين في ليبيا إثر المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 30 مهاجرا في إطلاق نار يوم الأربعاء الفارط، حيث دعت المنظمة السلطات الليبية إلى فتح تحقيق فوري وتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة .كما حثت على تضامن دولي واسع ينقذ المهاجرين من الظروف القاسية للغاية،التي يعانونها  خصوصا في مراكز الاعتقال وفي ظل احتدام المعارك في البلاد.
مأساة تنظاف إلى مآسي اللاجئين في ليبيا بعد اشتداد الصراع بين الأطراف الليبية المتناحرة،وتدهور الأوضاع المعيشية و الإنسانية و افتقارها إلى أبسط الضروريات، ظروف مزرية يعانيها المهاجرون و اللاجؤون و حتى المدنيون الليبيون. كما يعاني كثير من اللاجئين من غياب مأوى مناسب إذا يعيش معظمهم في أماكن مزدحمة، و ذلك لارتفاع أسعار الإيجار والغذاء والوقود. وهو ما يجعل ما يعانونه أرضية مناسبة لانتشار وباء كورونا مع غياب تام للتحاليل و الإحاطة الصحية.
و أكدت مفوضية اللاجئين بليبيا أنه يصعب أحيانا كثيرة الوصول إليهم مما يجعلهم فريسة سهلة لانتشار الأوبئة و تفشي المرض بينهم. وقال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا، طارق أركاز في تصريح إعلامي سابق "أن عدد المشمولين برعاية مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا يزيد على 870 ألف شخص بينما المسجلون منهم كلاجئين 48 ألفاً و627 فقط ، والبقية من المهاجرين غير الشرعيين أو النازحين داخلياً." و أضاف  "أن المفوضية تحتاج إلى 85 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدات والقيام بدورها تجاه هؤلاء، وأن ما وصلها من هذا المبلغ أقل من 20%."
و حذرت الأمم المتحدة مما يعانيه المهاجرون في ليبيا من سوء معاملة وتعذيب و اغتصاب و احتجاز قصري وابتزاز. مما يجعل وضع اللاجئين، "كارثة إنسانية حقيقية"، تفوق خطر الوباء و الجوع حسب الأمم المتحدة، التي تناشد المنظمات الأممية و العالمية للتدخل العاجل لحل أزمة اللاجئين في ليبيا و إنقاذهم من براثن المآسي و المجازر و الجوع و الوباء.
و أطلقت  مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة نداء استغاثة خوفا من إعادة أي شخص يتم إنقاذه في البحر إلى ليبيا، بسبب المخاطر على الحياة التي يشكلها الصراع المكثف والاحتجاز التعسفي وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع وغيرها من العوامل، وهو ما يجعل ليبيا مكانا غير آمن. وقالت المنظمتان: "قد يشكل تورط الدولة المباشر أو غير المباشر، من خلال القوارب التجارية، في إعادة المهاجرين واللاجئين إلى ليبيا انتهاكا للقانون الدولي".
و أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء الوضع الإنساني المتدهور في البلاد خاصة بعد الإعلان عن إنهاء الهدنة الإنسانية في طرابلس. وطالبت جميع أطراف النزاع المسلح بطرابلس بالامتثال الفوري والكامل للدعوات المحلية والنداءات الإقليمية والدولية والأممية والأفريقية والعربية الداعية إلى وقف إطلاق النار والتهدئة والعودة إلى العملية السياسية والحل السياسي للأزمة الليبية تفاديا لمزيد تعميق الأزمات التي تعانيها البلاد و خاصة منها الأزمات الإنسانية.
تعتبر جريمة قتل اللاجئين ناقوس خطر متواصل ينذر بما يعانيه المهاجرون في ليبيا من انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان جعلت منهم فريسة سهلة لأبشع جرائم القتل و العنف الجنسي و الإستغلال و الإحتجاز والتعذيب عدا عن الجوع و الأومراض التي انظاف إليها وباء كوفيد 19 الذي يجوب العالم مطيحا بأقوى المنظومات الصحية. وضع يجعل اللاجئين بين نيران كثيرة تحيطهم من كل اتجاه فالجوع و الحرب أمامهم و الوباء و البحر وراءهم.