اندلعت اشتباكات قبلية في منطقة أم راكوبة في إقليم دارفور بين قبيلتين عربيتين، وتضاربت المعلومات بشأن عدد الضحايا الذين سقطوا جراء تلك الاشتباكات، والتي قدرتها بعض المصادر بنحو ألف قتيل وجريح في صفوف القبيلتين.

ونفذت قبيلة الرزيقات هجوماً الأربعاء على قبيلة المعاليا في منطقة أم راكوبة شرقي درافور، استخدم فيه الطرفان الأسلحة الثقيلة والمدافع على خلفية نزاع قديم متجدد بين القبيلتين متعلق بسرقة أبقار.

وقال شهود عيان إن مجموعة مسلّحة من الرزيقات هاجمت منطقة المعاليا صباح الأربعاء بأكثر من 300 عربة رباعية الدفع، إضافة الى آخرين يمتطون ما يقارب المئتين من الدواب، واشتبكوا مع المعاليا، الأمر الذي خلّف قرابة 300 قتيل من كل طرف الى جانب ما يربو عن الـ600 مصاب خلال المعركة التي استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.

لكن معتمد محلية (والي) أم ابوكارنكا التي تتبع لها منطقة الأحداث إدارياً، قال إن الهجوم وقع عند الثامنة من صباح الأربعاء، وأن المهاجمين باغتوا أهل المنطقة بإطلاق الرصاص في الطرقات وقتلوا 15 طالباً كانوا في طريقهم الي المدارس. وأكد أن الهجوم أدى الى مقتل وإصابة ما يزيد عن مئتي شخص من الطرفين.

كما أكد مصدر مسؤول أن الاقتتال خلّف 142 قتيلاً من الطرفين، منهم 38 شخصاً من الرزيقات و116 من المعاليا، إضافة الى جرح 150 شخصاً، 60 من الرزيقات و90 من المعاليا.

وحمّل عضو مجلس شورى الرزيقات، محمد عيسى عليو، الحكومة السودانية مسؤولية الأحداث، مشيراً الى أنه حذر بالأمس مسؤولين في رئاسة الجمهورية من وجود حشود عسكرية للقبيلتين، مؤكداً أن المعركة بين القبيلتين تُعد الأشرس من نوعها في تاريخ صراعهما القديم منذ الستينيات.

من جهته، قال معتمد الضعين، علي الطاهر، إن الطيران الذي بدأ التحليق في مكان الأحداث، نجح في تهدئة الوضع والفصل بين القوتين. وأكد أن كل طرف عاد الى معسكره، وأن القوات العازلة التي سبق ووضعتها الحكومة للفصل بين القبيلتين تم الهجوم عليها من قبل المعاليا التي شككت في حياديتها وقالت إن من ضمن عناصرها أبناء الرزيقات، الأمر الذي أدى لسحبها.

واشار الى أن المركز في الخرطوم بعث بقوة جديدة للفصل بين القبيلتين لمنع تجدد القتال، لا سيما وأن الوضع حالياً محتقن وكل طرف يتجمع في معسكر، حسب العربي الجديد.

واعتبر أن الاحداث نتاج طبيعي للغبن القديم بين القبيلتين ولفشل مؤتمر الصلح الذي عُقد في مايو/أيار الماضي بين القبيلتين، متهماً الحكومة في الخرطوم بالتقصير في إيجاد حل جذري للصراع والحد من تجدده.

يُذكر أن أحداث الأربعاء وقعت على خلفية عملية السرقة التي نفذها أفراد من الرزيقات لأبقار تابعة للمعاليا، ما ادى الى تنفيذ الأخيرة كمين وقتل أشخاص من قبيلة الرزيقات، الأمر الذي قادها للثأر لقتلاها في إطار النزاع المتجذر بين القبيلتين حول قضايا الأرض.