يعقد صالون القاهرة الثقافي الدولي، فى السادسة مساء الأربعاء المقبل، في قاعة سينما الحضارات، بدار الأوبرا المصرية، دورته السابعة والعشرين، بعنوان «مئة عام من الدبلوماسية المصرية.. محطات وقواعد راسخة».
يستضيف الصالون في دورته المقبلة، السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، والسفير محمد أنيس، والسفير الدكتور محمد سالم الصوفي، مدير المعهد الثقافي العربي الافريقي في باماكو، والكاتبة هبة عبد العزيز، مديرة وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية.
يقدم الندوة، الكاتب الصحفي ومؤسس صالون القاهرة الثقافي الدولي، محمد حميدة، والكاتب الصحفي الدكتور رحاب الدين الهواري، رئيس مجلس أمناء الصالون.
من ناحيته، قال السفير محمد العرابي، إن الاحتفال بمئوية الخارجية المصرية هو بمثابة الاحتفال بالتاريخ العريق للدبلوماسية المصرية والإنجازات الهائلة التي تصدرتها في مختلف المجالات على المستوى الإقليمي والدولي.
وأضاف: "أن تاريخ وزارة الخارجية عريق وذو مقام، ويرجع لبداية الدولة المصرية الحديثة عند إنشاء محمد عالي باشا، ديوان التجارة والأمور الإفرنجية عام 1862. ومنذ ذلك الحين، تم تطوير الهيكل العام والمهام المنوطة للوزارة، لتتخذ شكلها المعاصر بعد إصدار الملك فؤاد الأول إعلان 15 مارس 1922، حيث استعادت مصر سيادتها وأصبحت وزارة الخارجية خط الدفاع الأول عن المصالح الإستراتيجية واستقلالية الدولة المصرية، وحماية مصالح المواطنين المصريين بالخارج، ونشر الوعي بالثقافة المصرية من خلال الدبلوماسية العامة.
وأشار العرابي إلى أن وزارة الخارجية المصرية تسعى جاهدة لتحقيق الأهداف الوطنية المرجوة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحجم من التهديدات التي تتواجد في البيئة المحيطة والساحة الدولية.
وتابع:" إنه على مدار السنوات، عزمت وزارة الخارجية على تقوية علاقة مصر بدول العالم في مختلف المجالات من خلال تحرك خارجي قائم على تعظيم أطر التعاون بما يتسق مع أولويات حماية الأمن القومي المصري والمصالح الإستراتيجية المصرية، وذلك من خلال البعثات الدبلوماسية في الخارج البالغ عددها اليوم أكثر من 150 بعثة، والمشاركة في الفاعليات الإقليمية والدولية، وتوطيد العلاقات الثنائية والجامعية مع الدول.
وأضاف العرابي، أن ذلك يؤكد مكانة مصر ودورها المحوري والمتزايد في مناطق نفوذها وفي العالم، فمنذ ولادة الجمهورية المصرية، عملت الخارجية على مساندة حركات التحرر الوطني واحتضنت جهود العمل العربي المشترك، وقدمت استراتيجية خارجية راسخة، قائمة على الركائز الثلاث لـ(السلام والاستقرار والتنمية) فلن تكون التنمية ممكنة ما دام السلام والاستقرار غائبًا، وحتى الآن، نجحت الاستراتيجية المصرية في السعي إلى بيئة مستقرة ليس فقط دول الجوار بل على المستوى الإقليمي و الدولي، وفي الحفاظ على السلام، من خلال مبادرات مثل "إسكات البنادق"، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وتوزيع المساعدات الإنسانية اللازمة؛ لتحقيق التنمية وحياة كريمة.
وأوضح أن الدبلوماسية المصرية نجحت على مدار القرن المنصرم في بناء مصداقيتها وفي تكوين رصيد ضخم من النجاح في تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، لتحقيق أهداف مصر الإستراتيجية وحماية الأمن القومي المصري.
ويتناول السفير محمد أنيس سالم، خلال الندوة مستقبل الدبلوماسية المصرية في ضوء التصورات المطروحة في دول العالم حول منظور العمل الدبلوماسي وعمليات تحديث وزارات الخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن السفير سالم خدم في عدة مواقع حول العالم سواء مع وزارة الخارجية أو مع الأمم المتحدة بما في ذلك لندن، وجنوب آسيا، والدول العربية وغيرها، كما التحق بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، وأجري دراسات عليا في جامعات لندن واسلو وفينا.
وقال الكاتب الصحفي محمد حميدة مؤسس الصالون، إن الدورة 27 تمثل أهمية كبيرة تحت عنوان "مائة عام من الدبلوماسية المصرية"، والتي تحل في ظل تأكيد وفعالية كبيرة للدبلوماسية المصرية في العديد من القضايا الراهنة.
وأضاف حميدة أنه يسعى لتقديم دورات هامة من الصالون خلال الفترة المقبلة تناقش خلالها مختلف القضايا التي تؤرق المنطقة والإقليم في الوقت الراهن.
وطالب الدكتور رحاب الدين الهواري، الدبلوماسية المصرية، خلال احتفالاتها بهذه المئوية، ان تستعيد ذكرى شهداءها الذين راحوا ضحية الإرهاب وهم يؤدون أعمالهم: ومنهم السفراء كمال الدين صلاح، وإيهاب الشريف، والسكرتير أول نمير أحمد خليل، والسفير صلاح علوبة، الذي احتجزه الإرهابيون لمدة ٤ شهور.
كما طالب بتنظيم معرض يضم مذكرات وزراء الخارجية المصرية السابقين، وكذلك الشخصيات الدبلوماسية المصرية التي تولت مناصب مرموقة، على أن يُقام هذا المعرض فى النادي الدبلوماسي المصري، مع توصية دُور النشر التي سبق أن نشرت كتبًا تؤرخ لوزارة الخارجية المصرية، مثل الدكتور يونان لبيب رزق في كتابه، عن «الخارجية المصرية»، لإعادة إصدار هذه الكتب.