تعرف الجبهة الاجتماعية في الجزائر بعد الرئاسيات حالة من الركود والترقب  عكس ما كانت عليه من قبل حيث تميزت قبل موعد 17 أبريل 2014  بعدد كبير من الاحتجاجات والإضرابات التي تحمل مطالب اجتماعية واقتصادية زيادة على ذلك المظاهرات التي خرجت رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفلقية لولاية رابعة لكن كل هذا أنتهى بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية وإعلان النتائج.

ويري الأستاذ في علم الإجتماع السياسي بجامعة الجزائر نور الدين بكيس في حديث لبوابة إفريقيا الإخبارية أن ما يعرفه المجتمع الجزائري في هذه المرحلة هو أقرب للترقب منه للركود والجمود، مضيفا أن أغلبية الجزائريين ينتظرون التشكيل الحكومي الجديد الذي سيعلن عنه بعد أداء بوتفليقة لليمين الدستورية

وأضاف بكيس في هذا الصدد أن الحالة التي تعرفها الجزائر سواء على الصعيد الاجتماعي أو على الصعيد السياسي تشبه كثيرا المرحلة الانتقالية، وينتظر من النظام وضع إستراتيجية جديدة تلبي تطلعات المرحلة القادمة

كم تحدث بكيس عن المرحلة المقبلة للجزائر متوقعا أن تكون أكثر حراكا مما عليه الآن بسبب الوعود الريعية التي أطلقها مسؤولو الحملة الانتخابية للرئيس الفائز بولاية رابعة عبد العزيز بوتفليقة خاصة وأن الفرد الجزائري أصبح يؤمن بشرعية النظام القائمة على نظام شراء السلم الاجتماعي بأموال الريع البترولي. مضيفا في هذه النقطة أن النظام الجزائري هو الأخر أصبح يقبل باستعمال العنف الرمزي لإضفاء الشرعية على المطالب السوسيوإقتصادية المتعلقة بالسكن وفرص العمل.

وتحدث بكيس من جانب أخر على المشهد السياسي في الجزائر  قائلا أن الجزائر عرفت زلزال سياسي أدى إلى انقسام في السلطة والمعارضة في حد ذاته التي تحاول إعادة ترتيب أوراقها والتموقع من جديد من خلال الأقطاب المعارضة التي بدأت تتشكل وحملة التحالفات التي بدأت تعمل في العلن والخفاء ما سينتج مشهد سياسي جديد في الجزائر ويعيد برمجة سياسة النظام الحالية لتتماشي مع هذه المعارضة التي شكك فيها بكيس بالقول أنها ضمن نسق سلطوي وضمن مشهد يريد النظام خلقه لا غير.

من جهة أخرى وحول مدى قدرة أقطاب المعارضة هذه على استقطاب المواطن قال بكيس أن هذا الأمر صعب ولن يكون على المستوى القريب كون المواطن يركز هذه الفترة على مطالب سوسيو اقتصادية رغم ظهور حركات ونقابات وضعت في أجندتها مطالب سياسية إلا أنها تبقي محدودة من جهة وتعاني من التضييق من طرف الدولة ليخلص بالقول أن الوضع غير سوى ونقي لبروز تنظيمات معارضة وذات وزن من أجل مطالب سياسية ذات قبول ودعم شعبي.

من جهته قال الأستاذ في علم الإجتماع بجامعة البليدة يوسف حنطابلي في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن الواقع الاجتماعي لا يتحرك من فراغ ما يدفعنا للقول أن الدينامكية التي حركت الشارع من قبل كانت  مفتعلة ولها علاقة مباشرة مع الانتخابات الرئاسية، حيث استعملت الاحتجاجات الاجتماعية وكذا الصراع الطائفي الذي ظهر في غرداية لتمرير رسائل انتخابية ليعود الهدوء مباشرة بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.بالمقابل أضاف ذات المتحدث أن الوضع الإجتماعي في الجزائر يبقي مفتوح على جميع الاحتمالات خاصة وأن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفيلقة غير مستقرة ما قد يحدث أي طارئ في أي وقت.