قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن تنظيم داعش يسيطر على مساحات أكبر مما يعتقدها البعض في ليبيا، مشيرة إلى أن نفوذه يتزايد، وأن التدخل البري سيزيد الموقف سوءا.

وتابعت المجلة في تقرير لها، قبل يومين، بالقول: "لكن دخول قوات برية إلى ليبيا سيجعل الموقف أكثر سوءا"، مشيرة إلى أن الحكومة الليبية التي تم الاتفاق على تشكيلها في 17 ديسمبر الماضي لم تبدأ العمل على أرض الواقع بعد.

وأوضحت المجلة إلى أن المناشدات التي تدور حول الدفع بقوات برية إلى ليبيا للتعامل مع داعش ومواجهتها ليس مبررًا لبدء مغامرة عسكرية جديدة في ليبيا، مشيرة إلى أن النتائج لا يمكن توقعها وأن الصراع على الأرض ربما يجعل الوضع في ليبيا لا يمكن حله.

ولفتت المجلة، بحسب موقع مصراوي، إلى أنه قبل أن يبدأ المجتمع الدولي التحرك نحو ليبيا عليه أن يعرف حجم تواجد داعش في ليبيا وأعداد مقاتليه حتى يضع الاستراتيجية المناسبة للتعامل معه، مشيرة إلى أنه سيطرت على مساحة 200 كم مربع من ليبيا في 2015 على امتداد ساحل البحر شرق مدينة سرت وهو ما يفتح لها أبواب استقبال مسلحين وتجنيد عناصر جديدة من أي مكان.

وتتباين تقديرات أعداد مقاتلي داعش ففي حين تقول توقعات واشنطن أنهم ما بين 2000 إلى 3000 مقاتل تقول مصادر استخباراتية أمريكية إنهم ما بين 5 إلى 6 آلاف مقاتل، بينما تقول مصادر فرنسية إنهم 10 آلاف مقاتل.

وتابعت المجلة أن السؤال الأهم في دوائر الاستخبارات الغربية هو ما هو معدل نمو التنظيم في ليبيا، في ضوء معدلات النمو المتسارع الذي قام به بعد السيطرة على مدينة الموصل العراقية عام 2014.

أوضحت الصحيفة أن داعش تمكن من السيطرة على مدينة سرت في 2015 ليس بسبب قوته وإنما لأنه لم يجد مقاومة حقيقية، وهو ما فتح له الطريق أمام الحصول على دعم من مئات المقاتلين في المناطق المجاورة إضافة إلى وصول مقاتلين من سوريا أشرفوا على تدريب المقاتلين المحليين.

تتجاهل قوات الأمن الليبية مشكلة مدينة سرت، رغم الضجيج الكبير الذي أحدثوه في 2015 حول عزمهم استعادة المدينة، لكن شيئا لم يحدث في حقيقة الأمر، وأصبحت المدينة رهن مصيرها فلا أحد لديه القدرة أو الإرادة لاستعادتها.

وبدأ داعش يتمدد بصورة عدوانية تجاه المناطق المجاورة له وأصبح يهدد البنية التحتية للمنشآت النفطية، ورغم ذلك فقد تغيرت حسابات منافسيه، بصورة جعلته يهدد منافسيه العسكريين بصورة كبيرة إضافة إلى تهديد الحياة الاقتصادية لليبيا التي تتمثل في ابار النفط.

يأمل المجتمع الدولي في أن يجتمع أعداء داعش على كلمة واحدة في حكومة موحدة لمواجهتها، وهو ما يجري العمل عليه في الوقت الحالي بمحاولة إذابة الخلافات السياسية بين الفرقاء، خاصة في طريقة إدارة المجموعات المسلحة والمسؤول عنها في ظل الحكومة الموحدة، وهي أهم خطوة يمكن أن تقود إلى شن حرب واسعة ضد داعش تقود إلى هزيمته ومنعه من نشر الفوضى في ليبيا.