القوة الهادئة التي تعرف أين تتجه.. تلك هي الصورة التي يعكسها الرئيس الشاب ماكي صال (53 عاما)، عند بدء المقابلة التي خص بها، مؤخرا، فريقا من صحفيي يومية "الشرق الأوسط" العربية.

وهكذا، وأمام منافسه عبد الله واد الذي وجد صعوبة في استيعاب وتقبل هزيمته، وطفق يحاول أن يضع له أعواد الخشب في العجلات، كما في شؤون السنغال؛ أمسك ماكي صال؛ المنتخب بفوز باهر في مارس 2012؛ بمقاليد القيادة وانطلق بحزم نحو التنمية.

وبخصوص عبد الله واد، كان الرد مفعما بالترفع. فقد اعتمد ماكي صال الصمت المطبق، وبقي هادئا صلبا أمام استفزازات الرئيس العجوز، الذي لا يفتأ يعمل على تسخين الشارع ويدعوا، بشكل شبه مكشوف، إلى قلب النظام؛ خارقا ـ بذلك ـ قاعدة غير مكتوبة في السنغال؛ مؤداها أن يمتنع أي رئيس سابق للدولة عن أي نشاط من شأنه التسبب في إحراج الرئيس الذي يخلفه.

وبصرف النظر عن ممارسة الضغط على ماكي صال من أجل الحصول على الإفراج عن نجله، كريم؛ الذي ينتظر المحاكمة بتهمة الثراء غير المشروع؛ اعتبرت بعض الصحف المحلية أن واد إنما يسعى لاستعادة كرسي الرئاسة. لا أقل ولا أكثر...

بخصال الرجل الفطن المفعم برصيده من التكوين في مجال الجيولوجيا، يراقب ماكي صال من الأعلى هذا الحراك المضطرب لواد؛ وحين يوجه إليه السؤال : كيف يرى ذلك؟ يرد مبتسما بأن هذا الأخير مضطرب من أجل لا شيء، ما دام الشعب السنغالي قد نبذه من قبل.

ذلك أن السينغاليين، المسالمين بطبعهم، ينبذون كل ما من شأنه أن يلحق الضرر باستقرار بلدهم؛ ويؤازرون أي رئيس يعمل من اجل السلم والتنمية. ولعل ذلك ما يفسر كون ماكي صال محبوبا لدى مواطنيه.