تتعقّد الأزمة يوما بعد يوم في طرابلس و تتشابك الأطراف المتدخلة كخيوط العنكبوت و الكلّ حائر حيال مصير هذه الأزمة .

إذ تجددت اليوم الأحد، الاشتباكات المسلحة بين قوات اللواء السابع وكتيبة ثورا طرابلس جنوب العاصمة طرابلس، و يتساءل كثيرون حول الدوافع الأساسية التي تقف حول هذه الأزمة التي تفجرت بشكل مفاجئ.


** عقبة الإتفاق السياسي

يبدو أن تعطّل كل محطّات الإتفاق السياسي تحول دون إستقرار الوضع الأمني في ليبيا بل و تنذر بتعقيدات أعمق للوضع.

في هذا الصدد يرى المحلل السياسي سالم الدرسي  إن هذه الاشتباكات تعد إحدى تبعات الاتفاق السياسي المدعوم من الدول المستفيدة من عدم إنجاح المسار الديمقراطي في ليبيا وكذلك في خذلانهم للشعب الليبي الذي كان ضحية هذه المؤامرات.

وأضاف الدرسي إن كان المجتمع الدولي جاد في إنجاح المسار الديمقراطي في ليبيا لأخرج جميع الكتائب من طرابلس وجعلها تسلم أسلحتها لجهات شرعية كما نص الاتفاق السياسي.

قال علي كشير، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب في تصريحات صحفية، "إن الاقتصاد يتأزم يوما بعد يوم، وذلك بسبب فرض أجسام فاشلة في إدارة الدولة الليبيةمؤكدًا أن "كل الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي فاشلة وسبب في استمرار الأزمة الليبية، وما يحدث الآن في طرابلس انعكاس كاشف لهذه الأزمة".

وأضاف "كشير، أن "تأزم الوضع في العاصمة طرابلس على هذا النحو الذي ينذر بكارثة إنسانية .. السبب الأول له هو انتشار السلاح خارج سلطة الدولة"

وأدان عضو النواب بشكل واضح ومباشر المجتمع الدولي لأنه هو من أشرف على الاتفاق السياسي وفرضه على الليبيين ومازال متمسكا به، رغم أن المجتمع الدولي يعرف جيدا وضع الليبيين.

وأوضح النائب علي كشير، أن موقفه من الأحداث الراهنة بطرابلس هو موقف نواب المنطقة الغربية وفق البيان الصادر عنهم بخصوص الأحداث في طرابلس، وما ينتج عنها من دمار للعاصمة، ويفجر وضعا مأساويا لا قبل لليبيين به.


** الميليشيات

هزت انفجارات قوية مدينة طرابلس، حيث أشار الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي مقتل مدنيين اثنين جراء سقوط قذيفة على منزل خلَف سجن الجديدة بمنطقة الغرارات في العاصمة الليبية طرابلس بينما تدور الاشتباكات بين مسلحين من كتيبة ثوار طرابلس والكتيبة 301 وكتيبة دبابات أبو سليم من جهة، واللواء السابع مشاة في ترهونة المعروف بالكانيات، وجميعها تخضع تبعيتها لحكومة الوفاق الوطني.

قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير إن سبب الاشتباكات هو وجود مليشيات مسلحة هيمنت على الدولة واستفادت من السيطرة على المصرف الدولي وباعت حصتها بالسوق الموازية وحققت أرباحا بالمليارات وهو ما استفز جماعات أخري والتي بدورها هاجمت طرابلس لإصلاح الوضع قائلا إن التعامل الخاطئ مع الميليشيات أدى إلى اتساع الاشتباكات.

وأضاف الكبير أن هناك أطرافا مستفيدة من النزاع وأغلبها أطراف محلية تريد خلط الأمور وتريد استمرار الوضع على ما هو عليه، وأكد الكبير أن تحذير الأمم المتحدة لحماية المدنيين كان خجولا ولم يرق للمستوى متوقعا اندلاع النزاع بقوة لو لم تحسم الأمور لإنهاء الصراع.


** الأطراف الدولية

وحذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن تزايد المجموعات المسلحة والأعمال العدائية والخطاب العدائي ينذر بخطر حدوث مواجهة عسكرية واسعة النطاق في العاصمة طرابلس.

لكن وجّهت عديد الإتهامات للفاعلين الدوليين بالإسهام بشكل أو بآخر في تفجر الأوضاع .

من ذلك،قال محمود إسماعيل الباحث في الشؤون السياسية والقانونية الليبي لروسيا اليوم، "أن هناك اشتباكات في طرابلس ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحي ما يثبت أن اتفاق الصخيرات لم ينجح في حل الأزمة لأن المجلس الرئاسي لم يستطع فرض الأمن مع تعدد الحكومات والأجهزة دون نتائج مع وجود إشكالية اجتماعية وثقافية تزيد من حدة الصراع في ليبيا".

و أضاف إسماعيل، أن المجتمع الدولي لم يعد يستطع حل الأزمة بالرغم من وجود مبادرات من أكثر من دولة ومنها المبادرة الفرنسية.

وأشار إسماعيل في تصريحات لبرنامج في العمق عبر راديو "سبوتنيك"، أن هناك من لا يريد الاستقرار لليبيا مع تضارب مصالح الدول في ظل تقاتل بين القوى الداخلية في وجود اشكاليات اقتصادية وصحية وتعليمية مطالبا بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالضغط لحل الأزمة من خلال مبادرة واضحة المعالم لتجديد الثقة والتأكيد على أهمية الحل.