بعد حوالي عامين، منها 13 شهرا ونصف في الأسر لدى إرهابيين في ليبيا، عاد البروفسوران: بالرام كريشنا وغوبي كريشنا إلى أسرتيهما في حيدرأباد في وقت مبكر من صباح السبت.

الرهينتان السابقان لدى داعش في ليبيا تم تسليمهما إلى أسرتيهما - اللتين تنفستا الصعداء أخيرا - ، وذلك من قبل مسؤولين في وزارة الخارجية الهندية ووسط إجراءات أمنية مشددة مع تعليمات مشددة بعدم الكشف عن أي تفاصيل حول نجدتهم.

وبمجرد هبوطهما في مطار أنديرا غاندي الدولي في نيودلهي الجمعة، نقل المحرران إلى مكتب الخارجية، حيث أطلعا المسؤولين على تفاصيل عملية خطفهما وإنقاذهما ثم تسليمهما إلى السفارة الهندية في ليبيا .

وبعد ذلك طارا من نيودلهي إلى حيدر آباد حيث وصلا منزليهما في الساعات الأولى من صباح السبت. وقالت سرديغي، زوجة بالرام، :"على الرغم من كل الجهود المبذولة من العائلتة، والحكومتين الهندية الإقليمية والمركزية، فإن نعمة الله وحدها التي أعادت بالرام إلى وطنه بسلام"، قبل أن تتابع :"كل يوم كان كابوسا.

كانت لي أولويتان فقط. الأولى العودة الآمنة لزوجي والثانية ، تعليم أطفالي. وقفت عائلتي وأصهاري معي طوال هذه الأيام وساعدوني". ثم ، أوجزت والدموع تتدحرج من عينيها : "في كلمة واحدة، اليوم هو يوم ولادة جديدة لنا نحن الأربعة".

وقال بالرام إنه يستمتع بكل لحظة واحدة مع عائلته الآن ويحتاج إلى بعض الوقت للحصول على الفرح بالعودة إلى الديار. وبعيدا عن تفاصيل الأسر والإنقاذ، يضيف بلرام "أنا سعيد بعودتنا أنا وبلرام. نشكر الجيش الوطني الليبي ووزارة الخارجية الهندية على جهودهما والتي لولاها ، ما كنا لنعود سالمين إلى عائلتينا".

وفي الوقت نفسه، يبدو منزل غوبي، أكثر احتفالا. وقالت ابنته جهنفي إنها لا تريد الذهاب الآن إلى المدرسة، لأنها تريد أن ترى والدها. "كنت نائمة عندما سمعت بعض الضوضاء. ولدى استيقاظي ، كان والدي أمامي"، تقول جهنفي : "هو حقا شعور لا يصدق بعد عامين من الانتظار".

أما أخوها الأكبر غوبي، فقال :"كل الجهود ونعمة الله آتت أكلها في الوقت المناسب"، فيما ذكرت زوجته كالياني "أنهم بكوا لساعة تقريبا لحظة رؤيته". وتماشيا مع التعليمات ، يفضل غوبي عدم الخوض في تجربته المريرة والحديث في المقابل عن الفترة التي سبقت الأسر ، يقول غوبي كريشنا "ليبيا بلد طيب والناس كانوا طيبين وودودين جدا معنا ، وفي مكان العمل أيضا ، لم نكن نواجه أي مشكلة".

وجاء الأقارب والأصدقاء والجيران وحتى المسؤولين المحليين والحكوميين لمنزلي المفرج عنهما بغرض لقائهما وتهنئتهما.

لم نتعرض لسوء المعاملة

كان الطعام عبارة عن الأرز والمعكرونة وزوجين فقط من الملابس لارتدائها. ذلكم هو وضع البروفسورين: غوبيكريشنا وبلرام على مدى 13 شهرا ونصف من الأسر لدى داعش في مخيمات الإرهابيين في مدينة سرت في ليبيا. وقالا إنهما لم يتعرضا لسوء المعاملة من قبل الخاطفين الذين لم يكشفوا أبدا وجوههم للرهينتين.

وكان الطعام يقدم إليهما في غرفتهما ولكن في بعض الأحيان لم يكن منتظما وغالبا ذا جودة ضعيفة. وكان الرهينتان السابقان يستعدان للعودة إلى بيتهما بعد نهاية السنة الدراسية لقضاء إجازة لمدة شهر عندما تم اختطافهما.

وكانا يعملان لمركز دراسة لجامعة سرت في مدينة الزفرا الواقعة على بعد 250 كم من مدينة سرت. ووفقا لقوانين وزارة التربية والتعليم الليبية، فإنه ينبغي بعد كل عام دراسي، على الموظفين الأجانب تجديد العقد المبرم بينهما.

وفي 29 يوليو من عام 2015، كانا في طريقهما إلى طرابلس، عندما أوقفهما على بعد حوالي 50 كم من مدينة سرت، رجال ملثمون وقاموا باحتجازهما.

وكان الخاطفون يضعونهما في غرف مغلقة في سرت وكان يتعامل معهم فقط عدد قليل من الملثمين. وكانا يُنقلان باستمرار إلى معسكرات مختلفة خاصة في الليل. ولم يكونا يحصلان على أي رد من خاطفيهما عن سبب اختطافهما أو إلى أي مكان يجري نقلهما.

"لقد كانت تجربة مريرة". يقول بالرام مؤكدا :"لا أستطيع أن أتكلم أكثر لاعتبارات أمنية وفق توجيهات من قبل الحكومة، وسأقضي الوقت مع عائلتي".

وأشاد بزوجته سريديفي، "التي بدلت جهودها مع المسؤولين من أجل إطلاق سراحه، دون إهمال الأطفال للحظة واحدة". وعلى الرغم من أن الرهينتين السابقين كانا في نفس الغرفة، فإنه لم يتمكنا أبدا من التواصل مع الأسرى الآخرين.

"لم يكن لدينا ما نفعله غير الأكل" يقول بالرام الذي يكشف كما صديقه أنهما يخططان للعمل في حيدر أباد وأنهما لا ينويان أبدا العودة إلى ليبيا.